في الوقت الذي لا يترك وزير الصحة وائل ابو فاعور مناسبة، الا ويشدد على ضرورة الانتقال من دور الدولة البائعة الزبائنية إلى الدولة الراعية، لفتت صحيفة الاخبار في عددها الصادر اليوم ان الوزير يخصص بعض الوقت من كل يوم ثلاثاء لتلقي طلبات المحتاجين/ات الذين واللواتي حرمتهم/ن الدولة من حقهم/ن الطبيعي بالتغطية الصحية الشاملة، والذين واللواتي يأتون/ن إليه، بحسب الصحيفة، "لاستجداء الاستشفاء والطبابة والدواء، تاركين/ات كرامتهم/ن خارج مبنى الوزارة التي تتسابق عليها الأحزاب الطائفية كي تستغلها في شراء الولاءات". وقد روت الصحيفة بعضاَ مما يجري في اروقة صالون الوزير، اذ خرجت مواطنة تمكنت من لقاء الوزير وهي تقول على الهاتف بخيبة: "قال لي إن أدوية السرطان ليست مسهّلة وإنها تحتاج الى أموال لتأمينها، وعلى الرغم من أنه وعدني خيراً إلا أنني لم أره يسجّل لديه أي ملاحظة تذكّره بمطلبنا"، بدورها مازحت اخرى لم تتمكن من مقابلة الوزير والدتها بالقول "منجي الثلاثاء الجاي وإذا ما بيمشي الحال بدي بطّل اشتراكية".
واضافت الصحيفة قائلة انه في الوقت الذي تعاني فيه اكثرية المستشفيات الحكومية من نقص التجهيزات وسوء الإدارة، وبالتالي من غياب قدرتها على منافسة القطاع الخاص، تساهم الدولة اللبنانية بترسيخ هذا الشرخ بصرفها معظم موازنة الاستشفاء على القطاع الخاص. وافادت الصحيفة ان الاموال التي أنفقتها وزارة الصحة على الاستشفاء في عام 2014 قدرت بنحو 420 مليار ليرة، 75% منها حولت للمستشفيات الخاصة و25% فقط للمستشفيات الحكومية، كما قدرت اجمالي قيمة الأموال التي دفعتها وزارة الصحة عام 2012 لدعم الخدمات الصحية التي تقدمها مستوصفات ومراكز صحية تابعة للأحزاب الطائفية بنحو 4 مليارات ليرة . (الاخبار 11 ك1 2015)