العلمانيون/ات والناشطون/ات يخذلون/ن المطران غريغوار حداد الذي رحل بصمت

طوى العام 2015 في لبنان على رحيل مطران "الفقراء" والمناضل من اجل العلمانية، غريغوار حدّاد، الذي غيبه الموت ليل الاربعاء الماضي عن عمر يناهز 91 عاماً، تاركاً خلفه إرثاً كبيراً، فكان من أوائّل رجال الدين الذين حرّروا الدين من الجمود والخوف، كما كان الروح والمؤسس لعدد كبير من الحراكات المدنية والاجتماعية في لبنان. وقد عرّى تشييع المفكر والناشط الكبير في الحركة المدنية والتيار العلماني، لبنان دولة ومجتمعاً لخذلانه، لولا القليل من رفاقه ورفيقاته في تياره المدني الذي نظم مسيرة خاصة للوداع، انطلقت من مركز تيار المجتمع المدني الكائن في شارع بدارو الى وسط بيروت، شارك فيها العشرات من الشباب/ات. وجاء تشييع المطران حداد وفقاً لصحيفة السفير، خجولا، غير لائق برجل حارب وحورب من اجل علمانية لبنان وتطوره.
مسيرته النضالية، بدأت في العام 1974، عندما خاض رجل الدين الكاثوليكي معركته الأولى مع تحرير الدين من الخوف، فأثارت أفكاره التجديدية يومها، موجة انتقادات عنيفة، واعتبرها كثيرون خروجاً عن الكاثوليكية، ورفعت ضده قضيّة إلى الفاتيكان بهدف تطويعه. كما يحسب له في السبعينيات أنّه كان من الأوائل الذين أسّسوا للحوار الإسلامي-المسيحي، فيما بقيت محاربة الطائفية والعمل في مجال التنمية مع الفقراء والفقيرات والمهمشين/ات هاجسيه الكبيرين، فلجأ إلى تأسيس "الحركة الاجتماعية"، وهي حركة لا حزبية لاعقائدية، هدفت "لخلق إنسان أكثر إنسانية ومجتمع أكثر انسانوية"، كما عرّفها مطران الفقراء، عمل من خلالها مع شبيبة من كافة الطوائف على تحرير الدين من "الأفكار العقيمة" وتنمية الانسان. وفي العام 2000 أسس مع مجموعة من الشباب "تيار المجتمع المدني" وهو حركة سياسية مجتمعية تتوق لبلوغ العلمانية في لبنان، ثمّ في العام 2009، حقّق المطران رمزياً القليل مما كان يطمح اليه شاطباً مذهبه من سجلّ نفوسه، ليصبح لبنانيّا فعلاً. (السفير، الخبار، النهار، الديار 25، 26 ك1 2015)