لم تأتي زيارة الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون، الى الشمال، وخصوصا الى مخيم نهر البارد، الا بوعود جديدة فارغة قدمها لمستقبليه. فقد استهل الامين العام يومه الثاني بزيارة الى المخيم الذي تدمر بالكامل في العام 2007 والذي لم تستكمل اعادة اعماره بعد، وذلك سط تدابير امنية مشددة. وقد صعد بان كي مون والوفد المرافق الى سطح ثانوية عمقا، ملقيا نظرة على ارجاء المخيم والمراحل المنجزة من عملية الاعمار، حيث لا تزال 60% من الاعمال تنتظر التنفيذ، متعهدا باطلاق نداء عاجل من اجل توفير الاموال اللازمة لتحقيق ذلك. وبالتزامن مع الزيارة، نظم أهالي المخيم تظاهرات عدة في بعض الإحياء بعدما منعوا/ن من الوصول الى الأمين العام وطالبوه باعمار المخيم، مرددين/ات نداءات "بان كي مون دخيلك خدنا من هون". من جهته، رأى وزير الخارجية والمغتربين، رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، ان اعمار نهر البارد ليس اولية بالنسبة للبنان ليزوره بان كي مون خلال جولته!، موجهاً سهامه الى القيمين على وكالة الاونروا بالقول:" أين قضية الأونروا اليوم؟ الأونروا اليوم ترزح تحت عجز في ميزانيتها ليس أقل من 100 مليون دولار، وهناك تخلف من الدول عن دفع مساهماتها، وهناك توقف لمساعدات إغاثية طارئة لأكثر من 2000 عائلة، وهناك تقليص بنسبة الاستشفاء وتقشف في القطاع التربوي واقفال لمكاتب الوكالة في عدة أماكن"، وختم قائلاً: "اذا لم يكن هذا توطينا للفلسطينيين فما معنى تخلي المجتمع الدولي عن واجباته في ملف اللاجئين الفلسطينيين؟".
(السفير، الاخبار ، الديار 26 اذار 2016)