فرنسا هولاند تقدم فتاتاً للبنان ووعوداً فارغة

لم يحمل الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، خلال زيارته إلى لبنان يوم الجمعة الماضي والتي استمرت يومين أي جديد في مقاربة ملف النازحين/ات السوريين/ات. فقد اعلن هولاند عن مساعدة متواضعة لا تخفف بشكل ملموس عن الاعباء الكبيرة التي يرزح تحتها لبنان، اذ ستقدم له فرنسا هذه السنة 50 مليون يورو، ومئة مليون يورو خلال الثلاث سنوات المقبلة، علماً ان لبنان قدم لمؤتمر اغاثة سوريا الذي انعقد في شباط الماضي في لندن برنامجاً للمساعدة يبلغ اجمالي قيمته 11 مليار دولار لتحمل اعباء النازحين /ات السوريين/ات. وبكلام اخر، فان "الام الحنونة" تعهدت بتوفير 1.35% فقط من مجموع ميزانية البرنامج المقترحة. كذلك حاول الرئيس الفرنسي طمأنة الرئيسين نبيه بري وتمام سلام بأن المساعدات الأوروبية لا تهدف إلى توطين النازحين/ات، مؤكداً ان فرنسا سوف تعمل على اعادة توطينهم في دول اخرى بمساعدة المفوضية العليا للاجئين، وخصوصاً في البلدان الاوروبية، وان بلاده تعتزم استضافة ثلاثة آلاف لاجيء/ة خلال العامين 2016 و2017، (مقابل اكثر من اربعة ملايين لاجئ/ة، 1.1 مليون منهم/ن يقيمون/ن في لبنان). وحول مسألة توطين اللاجئين/ات في بلد ثالث، وهي احد الحلول المقترحة لازمات بلدان الجوار، كانت "أوكسفام" قد كشفت في تقرير صدر في شباط الماضي، عشية انعقاد مؤتمر جنيف، عن عدم إيفاء عدد كبير من الدول المتقدّمة بوعودها في ما خصّ استضافة اللاجئين/ات السوريين/ات. (راجع خبر: http://www.lkdg.org/ar/node/14943). ومن اللافت ايضاً في زيارة هولاند انه لم يتطرق ابداً الى دور فرنسا في العمل على إعادة الاستقرار الى سوريا واعادة النازحين/ات اليها، وذلك في دلالة واضحة عن مدى استخفاف فرنسا ومعها "المجتمع الدولي" بالكارثة الانسانية التي حلت بالسوريين/ات اجمالاً والنازحين/ات منهم/ن خصوصاً.
وحول مغذى زيارة هولاند الى لبنان، التي اختتمها باصطحاب عائلة لاجئة، في خطوة رمزية مكررة وغير موفقة، افاد المراقبون/ات ان ما يهمّ فرنسا هو تثبيت الاستقرار في لبنان لمنع زيادة تدفق النازحين/ات إلى أوروبا، وأن هولاند على غرار كل الموفدين الغربيين الاخرين يخشى ان يصبح الشاطئ اللبناني منصة نزوح إلى أوروبا. وفي تعليقه على الزيارة، سأل رئيس المجلس السياسي في حزب الله، السيد ابراهيم امين السيد قائلا:، "اما فكر هولاء، بالنازحين/ات قبل خروجهم/ن من بلدهم/ن"؟. (السفير، النهار، الاخبار، الديار 17 و18 نيسان 2016)