مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية، يطفو دائماً موضوع مشاركة النساء في ذلك الاستحقاق، وتتزايد الدعوات المطالبة بانخراط النساء في الاستحقاق البلدي والتسريع في إدراج كوتا للمشاركة النسائية في أي مشروع قانون إنتخابي، خصوصا وان مستوى مشاركة النساء في العمل البلدي لا يزال منخفضاً جداً بالرغم من ارتفاعه من 3 الى 6 في المئة بعد انتخابات 2010. قبل يوم واحد من انتهاء مهلة تقديم تصاريح الترشيح لمنطقتي بيروت والبقاع، وفيما لم تكتمل بعد اللوائح، برز بعض المؤشرات الاولية حول مستوى ونوعية مشاركة النساء في الانتخابات المقبلة، بحيث يمكن تسجيل الملاحظات التالية: اقدم عدد لا يزال ضئيل من النساء على الترشح بعضهن ضمن لوائح للمجتمع المدني، وبعضهن الآخر ترشحن كمستقلات، كذلك يلاحظ ترشح بعض النساء باعتبارهن ناشطات والبعض الاخر كمتخصصات في مجالات مهنية وفنية مختلفة. اخيراً، يمكن تسجيل استمرار انكفاء الاحزاب عن ترشيح النساء في لوائحها، اقله حتى اللحظة، وذلك على الرغم من التصاريح والوعود التي اوحت بخلاف ذلك. ومثالاً على اشكال ترشيح النساء، وفي خطوة غير مسبوقة، سجلت المناصفة في تشكيل لائحة "بيروت مدينتي" بين رجالها ونسائها، فيما طغت صفة الخبرة على المرشحين والمرشحات. ومن النساء المرشحات على تلك اللائحة: المهندسة منى الحلّاق، ندى دوغان، المخرجة نادين لبكي، ماريا مانوك، كارول شبلي تويني، ندى صحناوي، ريتا معلوف، فرح قبيسي رنا الخوري وآمال الشريف إيمان الحسن غندور ومي عمر الداعوق.
اما في بادة عرسال، فيتم التداول باسماء أكثر من امراة للانتخابات البلدية وذلك للمرة الأولى في تاريخ البلدة، لكن الثابت حتى الآن تقديم ريما كرنبة وفاطمة بحلق ترشيحهما رسمياً، اللتين تتمتعان بسجل من العمل في المجتمع المدني وتمكين المرأة العرسالية. وفي حوار اجرته صحيفة السفير مع عدد من النساء المرشحات للانتخابات البلدية في المناطق، اكدت الصحافية هيفاء البنّا، مرشحة مستقلّةٍ في قريتها خريبة المتن التّابعة لقضاء بعبدا، انها ترشحت لانها لم ترضَ لقريتها أن تبقى مأسورةً "بين يدي فئةٍ معيّنة من الأشخاص". ومن المتن إلى الجنوب، وتحديداً من زوطر الشرقية بالنّبطيّة التقت الصحيفة الشّابّة زينب إسماعيل التي اكدت "نريد أن يكون لنا صوت، نحن مهمّشون في المجالس البلديّة". (السفيروالمستقبل 19 و26 نيسان 2016)