اعادة اعمار سورية والامل بدور فاعل لطرابلس وللقطاع المصرفي

خلص "المنتدى الإقليمي لإغاثة اللاجئين وإعادة إعمار سورية" الذي عقد في بيروت تحت عنوان " الدروس المستفادة واستراتيجيات الاستجابة" على مدى اليومين الماضيين، برعاية وزير الشوؤن الاجتماعية، رشيد درباس، الى ان لبنان لم يجنِ من الحرب السورية إلا ويلاتها اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، ولم يستفد من الخدمات التي قُدمت للنازحين/ات السوريين/ات، الذين/اللواتي قارب عددهم/ن ما يزيد عن مليون ونصف. وقد عبّر درباس في كلمته عن هواجس المجتمعات المضيفة وذكّر بموقف لبنان الرافض لتوطين النازحين/ات. من جهتها، اكدت ممثلة المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين، ميراي جيرار، على ضرورة تغيير المقاربة الانسانية في التعاطي مع النازحين/ات معتبرة انه لا يمكن بعد مرور 5 سنوات ان تبقى المقاربة نفسها، فالتبعية للمساعدة هي العدو الحقيقي برأيها. وفيما يتعلق باعادة اعمار سوريا، برزت مجموعة من الأفكار اللبنانية المبنية على تجربة إعادة إعمار لبنان بعد الحرب الأهلية، وكان أبرزها ما طرحته رئيسة الهيئة العامة لمجلس إدارة المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس، الوزيرة السابقة ريا الحسن، من ضرورة إعداد خطة اقتصادية شاملة طويلة الامد تخلف فرص عمل وتسهل بيئة الاعمال، اضافة الى بذل جهود لاستقطاب هبات وقروض ميسرة واعطاء المانحين مروحة واسعة من الخيارات، ووضع لائحة اولويات بالمشاريع المطروحة. كما رأت الحسن انه يجب ايجاد مزيج بين القطاعين العام والخاص، والاخذ في الاعتبار الشق الاجتماعي ومشكلة الفقر. من جهته، اقر الأمين العام لجمعية مصارف لبنان، مكرم صادر، بضرورة أن تتوازى مع الخطة الاقتصادية عملية إعادة تأهيل للمنشآت والإمكانات المُتاحة، بغية الافادة منها في سياق إعادة تمكين البلد عمرانياً واقتصادياً. كذلك اشار صادر الى انه بإمكان المصارف اللبنانية أن تواكب إعادة التأهيل من خلال مشاريع تتعلق بالقطاع الصناعي، لافتاً إلى أن المصارف اللبنانية لديها تجربة غنية بلعب دور الوسيط بين الحكومة والمؤسسات الدولية، ومشدداً على انه سيكون للمصارف اللبنانية دور فعال في عملية التمويل". وخلال المنتدى، اجمع المشاركون/ات ان لطرابلس اهمية كبرى في اعادة إعمار سورية، نظراً لما تتمتّع به من بنى تحتية كاملة، تشكّل ضرورة للقيام بأي نهضة إنمائية، كمرفأ ومنطقة اقتصادية خاصة وشبكات مياه واتّصالات. (السفير، الاخبار، المستقبل، الديار 3 حزيران 2016)