يبدو ان الكباش بين لبنان واوروبا حول مشكلة النزوح انتقل الى صلب المفاوضات حول الاتفاقية الجديدة للشراكة الاوروبية. وبحسب مقال تحليلي للكاتب وسيم ابراهيم من بروكسل نشرته صحيفة السفير، فان عجز البلدان الاوروبية أمام تدفقات اللاجئين/ات، جعلها تضع لبنان والأردن مع خمس دول أفريقية أخرى في سلّة "شراكات جديدة"، يعتزم الاتحاد الاوروبي تقديم لها مساعدات وتمويل واستثمارات، مقابل أن تعمل تلك الدول كخزانات مغلقة تمنع توليد موجات لجوء جديدة إلى أوروبا. وفيما لم يوضح الاوروبيون بحسب المقال كم ستكون الحصة التمويلية والاستثمارية لدول الشراكة الجديدة نقل الكاتب عن المفوضية الاوروبية قولها انها ستقوم باعداد حزمة تمويل على المدى القصير، قوامها ثمانية مليارات يورو، لانفاقها خلال خمس سنوات. ووفقا للكاتب فقد دفعت اولوية المفاوض الاوروبي المتمثلة بتطويق تدفقات اللاجئين/ات بالاتحاد للضغط على الجانب اللبناني لانتزاع بعض التنازلات. وحول الموضوع، افادت مصادر أوروبية مطلعة على المفاوضات لـ "السفير" ان لبنان سيتراجع عن شرط منع عمل اللاجئين/ات، وان العنصر الأساسي للاتفاق (ملحق الالتزامات المتبادلة) يستند على مبدأ ايجاد "بيئة آمنة للاجئين/ات"، مؤكدة أن لبنان التزم بأن "سعى سعياً ملموساً لتحسين الإطار التنظيمي بالنسبة لتسجيل اللاجئين/ات وإقامتهم/ن، خصوصا ما يتعلق بالإعفاء من رسوم الإقامة وتبسيط متطلبات التسجيل ووثائقه، بما في ذلك (وثيقة) التعهّد بعدم العمل". بالمقابل لا تزال للبنان تحفظات تتعلق بطريقة الدعم المالي، المزمع تقديمه تمويلاً ومساعدات واستثمارات، خصوصاً لجهة توفير فرص العمل للاجئين/ات، اذ وبحسب مصادر متابعة، ركّز المفاوض اللبناني على أن تحسين أوضاع اللاجئين/ات السوريين/ات لا يمكن أن يتم خارج سياق أشمل هو تحسين اقتصاد الدول.
في الاطار نفسه، حث رئيس مجلس النواب، نبيه بري، الاتحاد الاوروبي على الانخراط جديا مع الحكومة اللبنانية لتخفيف الاعباء الجسيمة التي يتحملها لبنان والاقتصاد اللبناني جراء تلك الازمة، كما جدد يوم امس خلال استقباله لجنة الامن والسياسة لمجلس الاتحاد الاوروبي، ما قاله في زيارته للبرلمان الاوروبي "بضرورة دعم الخزينة اللبنانية وخفض الفائدة على القروض للبنان"، مؤكدا ان "الدعم الحقيقي هو الحل السياسي في سوريا". من جهته، شدد رئيس الحكومة تمام سلام، أمام الوفد على "ضرورة تكثيف دعم الاتحاد الاوروبي للاولويات التنموية اللبنانية، وضرورة مساعدة لبنان في تحمل عبء النازحين/ات السوريين/ات في لبنان"، مشيراً الى ان خارطة الطريق للتعاون بين الاتحاد الاوروبي ولبنان اصبحت قيد الانجاز". (للاطلاع على المقال الكامل للكاتب وسيم ابراهيم يرجى مراجعة الرابط التالي: http://assafir.com/Article/1/498223/AuthorArticle) (السفير، النهار، الديار، المستقبل 9- 11 و15 حزيران 2016)