تصاعدت الانتهاكات والقيود اللانسانية تجاه النازحين السوريين/ات في لبنان بعد تفجيرات بلدة القاع البقاعية يوم الاثنين الماضي، فيما علت الأصوات المطالبة بالتشدد في ضبط أماكن تواجدهم/ن امنياً، وتصاعدت حملة المداهمات الامنية والتوقيفات التي طالت النازحين/ات السوريين/ات وصولا الى تسجيل عدد من الاعتداءات بالضرب على بعضهم/ن من الاهالي. ففي بلدة حراجل تعرضت مجموعة من الشبان السوريين الى الاعتداء الجسدي، بالضرب المبرح من عدد من شبان البلدة. وفيما اكد الناشط نديم حوري ان الشباب تم الاعتداء عليهم عمداً، اوضح رئيس البلدية، طوني زغيب، ان مجموعة من الشرطة البلدية كانت تقوم، كعادتها، بجولة في الأحياء عندما صادفت أحد القاطنين في المبنى على الطريق، فطالبته بأوراقه الثبوتية إلا أنه لم يمتثل لها، الامر الذي أثار ريبة وانفعال المجموعة، بحسب زغيب، مما دفع بالشباب المنفعلين أساساً بسبب الأحداث التي وقعت في القاع، إلى المناداة عليه ورفاقه وضربهم. وقد استغرب زغيب عدم احترام النازحين/ات لقرار منع التجول بعد الساعة التاسعة، معتبرا "ان كل شخص نراه ليلا يثير الشبهات لدينا"، وكاشفا عن سعي البلدية لاتخاذ اجراءات جديدة اكثر صرامة (!؟). اضافة الى ذلك، صدرت بعض الدعوات المتفرقة الى التسلح محليأ وبحجة توفير الامن الذاتي الامر ترافق مع اقدام شباناً ونساء من القاع الى حمل السلاح والتمركز إلى جانب الجيش اللبناني؛ لكن الجيش ما لبث ان انهى تلك الظاهرة.
على الصعيد الرسمى، كثفت قوى الأمن اللبناني عمليات الدهم والاعتقال في أماكن تواجد النازحين/ات السوريين/ات، والتي شملت عدة مناطق ابرزها: الحسبة جنوبي مدينة صيدا، حاصبيا، مرجعيون، الفيدار في قضاء جبيل، عمشيت، وحوش الامراء في البقاع، بينما صدرت بيانات لمديرية التوجيه في قيادة الجيش افادت ان تلك العمليات اسفرت عن توقيف نحو 400 نازح/ة سوري/ة. وعطفا على تصريح محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، يوم اول من امس، بفرض حظر تجول على النازحين/ات السوريين/ات في القاع ورأس بعلبك، برر الاخير في بيان اصدره يوم امس القرار قائلاً لنه جاء لراحة اهل القاع وحماية النازحين/ات السوريين/ات الشرفاء والابرياء، معتبرا ان النازح/ة السوري/ة هو/هي ضيف/ة، وعليه/ها ان يتفهم ان امن المواطن/ة اللبناني/ة فوق كل اعتبار (!؟). (السفير، المستقبل والنهار ولوريون لو جور 30 حزيران 2016)