ردا على ما أُشيع من ان التفاهم النفطي بين الرئيس نبيه بري ووزير الخارجية، جبران باسيل، حول التنقيب عن النفط والغاز واستخراجهما، جاء بعد زيارة وزير المال علي حسن خليل الأخيرة إلى موسكو، نفى بري ذلك قائلاً أن خليل لم يعقد أي تفاهمات نفطية مع الروس خلال الزيارة، وأضاف أن ما أدى إلى تحريك الملف النفطي هو تقرير هيئة إدارة قطاع البترول الذ الذي أظهر وجود مكامن جيولوجية مشتركة بين "البلوكات" الجنوبية وبين "البلوكات" النفطية في شمال فلسطين المحتلة "وبالتالي تبين أنني كنت على حق عندما كنت أحذر من نية إسرائيل اقتطاع بعض حدودنا البحرية لأنها غنية بالغاز الطبيعي". واكد بري انه خلال استقبال مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الطاقة، آموس هوكشتاين، ابلغ المسؤول الاميركي انه ليس واردا لديه التخلي عن كوب ماء من البحر اللبناني، منبهاً ضيفه الى خطورة الموقف، قائلا له: باسمي وباسم "حزب الله"، أؤكد لك اننا لا نريد نشوب حرب مع اسرائيل، لكن النزاع على النفط والحدود ربما يتسبب في اندلاعها، فانتبهوا..".. وفي موضوع النزاع مع اسرائيل على البلوكات، افادت صحيفة الاخبار في عددها الصادر يوم السبت الماضي بان شركة ENI الايطالية ارسلت الى بيروت اكثر من موفد ووسيط وصديق، حملوا جميعاً رسالة واحدة إلى المسؤولين اللبنانيين: الوقت ينفد بسرعة بالنسبة إليكم، أمامكم سنتان أو ثلاث سنوات على أبعد تقدير، إن لم تصبحوا خلال تلك الفترة حاضرين في سوق الغاز الفعلية في الحوض الشرقي للمتوسط، فستبقون خارجها إلى الأبد، أو إلى أمد بعيد بشكل مؤكد. كما حذّر الطليان من ان اسرائيل بدأت الاستخراج، لافتين الى انها اصابت أحد مكامن الغاز، اذا صار البلوك 8 اسرائيلياً.
من جهته، لفت رئيس الحكومة تمام سلام، الى انه ليس مطلعا على مضامين التفاهم بين بري وباسيل ولا يعرف علام صار الاتفاق، مشيرا إلى أنه ينتظر أن يطلع على ذلك الاتفاق وعلى مواقف مختلف القوى السياسية، ليصار بعدها إلى اتخاذ القرار المناسب. وعلى صعيد المواقف من الاتفاق، اعتبر رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب، طلال ارسلان، انه في العالم العربي تحول النفط من نعمة الى نقمة الله يجيرنا في لبنان اذا لم نحسن ادارتنا لذلك الملف بشكل واضح وشفاف. من جهته، رفض مرصد الحراك المدني "رفضا قاطعا، أي محاولة للسطو على عائدات النفط والغاز من قبل الطغمة الحاكمة ومحاسبيهم ووكلائهم". بدوره، اعتبر الحزب الشيوعي اللبناني ان "التفاهم النفطي" هو "شكل من أشكال محاولة التحاصص الطائفي الذي يتخطى مؤسسات الدولة ويعكس رغبة التشكيلات الطائفية المتنفذة للانتفاع الزبائني والتحاصصي من استثمار تلك الثروة الوطنية". (السفير، النهار، الاخبار، الديار، 9- 10 و 11 تموز 2016)
اخبار ذات صلة
اتفاق أمل والوطني الحر حول ملف النفط الحيوي يثير جملة ردود وتحفظات سياسية
http://www.lkdg.org/ar/node/15299
التنقيب عن النفط في لبنان اسير المحصاصات السياسية الداخلية والتدخلات الاجنبية
http://lkdg.org/ar/node/15303