تتعاظم ظاهرة الضرب على الوتر الطائفي، دفاعا عن حقوق الطوائف، خصوصا المسيحية منها، بحجة الاختلال الديموغرافي او ماشابه ذلك من عناوين شد العصبية. اخر تلك الظواهر استنفار اهالي بلدة الدبية -الدلهمية في الشوف والقوى السياسية المسيحية عموماً، ضد قرار تعديل مخطّط منطقة الدبية-الشوف التوجيهي، بحجة تهديده مصلحة اهالي الدبية ومستقبلها والوجود الديموغرافي المسيحي، في منطقة الشوف. اما في جديد تلك القضية التي كانت مدرجة على جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء في 18 اب الماضي، فقد طلب الوزير جبران باسيل، من رئيس الحكومة، مهلة شهر واحد لبحث الموضوع مع “حزب الله”، بما ان مالكي العقارات المطلوب تعديل عامل الاستثمار فيها ينتمون إلى الطائفة الشيعية، بحسب صحيفة الاخبار، التي اكدت ايضا ان مالكي العقارات لا صلة لهم بـ”حزب الله”، رغم “التهمة” التي تُلصَق بهم في ذلك المجال. وفي الاطار نفسه، وتحت الذريعة نفسها، يستمر النزاع على العقارات في بلدة لاسا في جبيل، بين ابناء لاسا (من الطائفة الشيعية) والبطريركية المارونية، (راجع خبر: http://www.lkdg.org/ar/node/12983). فقد شهد مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، يوم امس، تأليف لجنة متابعة بين المجلس من جهة والبطريركية المارونية من جهة اخرى، لـمنع حصول اي توتر في موضوع العقارات المتنازع عليها في البلدة، وقد افاد بيان للمجلس ان قبلان شدد خلال اللقاء على "ضرورة تكثيف التشاور والبحث للوصول الى حل منصف يحفظ لكل ذي حق حقه"، لا سيما ان المجلس متمسك بتحصين العيش المشترك بين اللبنانيين/ات باعتبارهم/ن اخوة/ات وشركاء في الوطن"، وفقا لما جاء في البيان. اضافة الى ذلك، اثار مشروع شق طريق في منطقة حارة الست، في قضاء بعبدا، وهو عبارة عن أوتوستراد يربط الضاحية الجنوبية بوادي شحرور وحارة الست وصولاً إلى طريق الشام، استنفار القوى المسيحية التي بحسب رئيس "حركة الارض"، طلال الدويهي، سيؤدي الى قيام مجمعات سكنية ضخمة تخل بالتوازن الديموغرافي.
وفي مسألة متصلة ولو من لون آخر، رفضت الفاعليات المسيحية في دائرتي بيروت الاولى والثانية، من وزارء ونواب واحزاب وتيارات، مجرد التفكير في اعادة فتح مسلخ برج حمود، لانه يشكل خطرا كبيرا على سكان المنطقة، مقترحة في المقابل تشغيل المسلخ الآلي في منطقة الشويفات!. (النهار والاخبار 19، 20 و23 اب 2016)