بينما يستمر النهج الطائفي الرسمي في التعاطي مع المشكلات العميقة والمزمنة للبلاد، بالتزامن مع حملات التحريض الطائفي المستمرة التي تقوم بها القوى السياسية، للدفاع عن مصالحها الطائفية (راجع خبر: http://lkdg.org/ar/node/15570)، تنشغل منظمات المجتمع المدني في تنظيم ندوات عنوانها الحرص على "العيش المشترك". وفي هذا الاطار، نظمت مؤسسة أديان بدعم من الكنيسة السويدية، الأسبوع الماضي، حوارا حول إشكالية الحرية الدينية وعلاقتها بدولة المواطنة الحاضنة للتنوع في العالم العربي، تناولت جلسات عملها موضوعات متعددة منها، الحرية الدينية وكرامة الانسان، الهوية الوطنية والتعددية الثقافية والدينية، الاهتمام بابعاد الحرية الدينية الاربعة، حرية الضمير وحرية المعتقد وحرية ممارسة الشعائر الدينية وحرية التعبير عن القناعات الدينية في المجال العام، اعادة الاعتبار للدولة الوطنية او الدولة المدنية، دور المؤسسات الدينية التقليدية او المرجعيات الدينية في تعزيز الحريات الدينية والدفاع عنها. في نهاية اللقاء قدم الكثير من الاقتراحات والتوصيات منها: 1) ضرورة البحث في دور المؤسسات الدينية في قمع الحريات تحت عنوان الاساءة للاديان والمقدسات، 2) تجديد الفكر الديني حول مفهوم دولة القانون، 3) الحوار مع المرجعيات الدينية والتيارات المتشددة من اجل اشراكها في العمل لحماية الحريات الدينية. الى ذلك إنطلقت صباح يوم امس، أعمال المؤتمر الدولي الذي ينظمه "المركز الدولي لعلوم الانسان" تحت عنوان "المجتمعات المتعددة الطوائف في الشرق الأوسط: تاريخ وعطوبية". خلال المؤتمر، أكد ميشال معيكي في كلمة باسم وزير الثقافة، ريمون عريجي، ان "الشرق الأوسط وتحديدا مجتمعاتنا العربية، لم يعرف عبر التاريخ، مرحلة بهذا السواد الدموي الخطير"، مشيرا الى "أن تنامي الفكر الأصولي الإلغائي يهدد أمن مكونات مجتمعاتنا في الانتماء الديني والعرقي والتنوع الفكري- الحضاري ويزعزع أسس الكيانات والمنظومات السياسية". (النهار 8 ايلول 2016)