يعاني النازحون/ات السوريون/ات الى لبنان من ظروف معيشية صعبة، اذ اظهرت دراسة أعدّها كل من "برنامج الأغذية العالمي" و"المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" ومنظمة "اليونيسيف"، تحت عنوان "تقييم جوانب الضعف لدى اللاجئين/ات السوريين/ات"، ان اكثر من 70% من العائلات السورية النازحة إلى لبنان يعيش تحت خط الفقر وبالحد الأدنى من الإنفاق لضمان البقاء. كما كشفت الدراسة ان 34% من أُسر اللاجئين/ات تُعاني من درجة متوسطة من انعدام الأمن الغذائي، مقارنة بـ 23% سُجلت في الدراسة التي أُعِدت في العام 2015. كما سُجلت زيادة بمعدل 11% في عدد الأسر التي عمدت إلى تخفيض الإنفاق على الغذاء، وزيادة 7% في عدد تلك التي تعمد إلى شراء الطعام بالدين، لافتة الى ان ذلك يدلّ على تدهور خطير وتغيّرات مأساوية في أحوال اللاجئين/ات لاسيما لناحية تضاؤل الموارد وانعدام الأمن الغذائي. وفي ما يتعلق بالمسكن، أظهر التقرير أن 54% من اللاجئين/ات السوريين/ات يحتاجون/ن إلى دعم متواصل من أجل ترميم وتأهيل الملاجئ لاستيفاء الحد الأدنى من المعايير المطلوبة لحياة لائقة. بالإضافة إلى أن 41% منهم/ن يقيمون/ن في مساكن هشّة وغير آمنة، بما في ذلك خيّم مرتجلة في المخيمات العشوائية (17%)، وغيرها من الملاجئ المتدنية المستوى والتي تشكل خطراً على حياتهم/ن مع احتمال انهيارها في أي لحظة (24%). وفي الختام، خلُصت الدراسة إلى ضرورة توفير دعم مستدام ومستمر للاجئين/ات كافة، مشددةً في الوقت عينه على ضرورة ان يخصص المجتمع الدولي اموالاً إضافية، لمواصلة تقديم المساعدات الغذائية والحيوية لهؤلاء. وبحسب تقرير اخر صدر الاسبوع الماضي عن المفوضية اللاجئين فان 40% فقط من الاطفال السوريين/ات في لبنان يلتحقون/ن بالمدارس، علماً ان مجموع عدد النازحين/ات السوريين/ات المسجلين/ات لدى مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين قد بلغ 1.033.513 نازح/ة في 30 حزيران 2016. اما فيما يتعلق بتوزعهم/ن الجغرافي، فلا وجود لاحصاءات دقيقة حول الموضوع سوى ما تشير له بعض الصحف في تحقيقاتها، وعلى سبيل المثال، فقد لفتت صحيفة السفير يوم الخميس الماضي الى ان عدد كبير من اللاجئين/ات السوريين/ات يتوزع على 1400 مخيم في البقاع وحده، مشيرة الى ان قسماً لا بأس به من تلك المخيمات أنشئ على ضفة نهر الليطاني الملوث اصلاً. (السفير، النهار، الديار 15 و20 ايلول 2016)