كما كان متوقعا لم يحصد لبنان من مؤتمر "قمة الأمم المتحدة حول تحركات اللاجئين والمهاجرين" الذي عقد في نيويورك على مدى الاربعة الايام الماضية، سوى "الكثير من الوعود والمزيد من الانتظار"، على الرغم من مداخلة رئيس الحكومة، تمام سلام، المطالبة بقوة المجتمع الدولي بتقديم معالجات جذرية لأزمات المنطقة، لا سيما أزمة سوريا ونتائجها. وبحسب صحيفة السفير، شدد سلام في تصريحاته العديدة، على ان ازمة النزوح من سوريا حمّلت لبنان اعباءاً تفوق قدراته، ومردداً ان المساعدات الدولية للبنان غير كافية. وطالب سلام، الذي قال ان لبنان توقف عن استقبال اعداد جديدة من النازحين/ات السوريين/ات، الامم المتحدة بان تضع تصورا عملياً كاملا وعاجلاً لاعادة امنة للنازحين/ات الموجودين على اراضيه، من خلال نقلهم/ن الى مناطق امنة على الحدود داخل الأراضي السورية. واعتبر سلام ان التقصير من قبل الأسرة الدولية يجب أن يتم تعويضه بالخطوات الآتية: أولا: عبر الاعتراف بحجم المشكلة وتخصيص التمويل الكافي، ثانيا: عبر الاستثمار في المساعدات التنموية التي من شأنها تحفيز النمو وخلق فرص عمل، ثالثا: عبر خلق آلية شفافة لمتابعة تعدد وجهات الإنفاق وتأمين التكامل بينها ومنع الهدر، رابعا: عبر تفعيل حقيقي لجهود تقاسم الأعباء من قبل جميع الدول القادرة على استقبال لاجئين/ات، وخصوصا دول المنطقة. من جهته، اتحف وزير الخارجية، جبران باسيل، يوم امس، الحضور خلال مشاركته في اجتماع "مجموعة الدعم الدولية لسوريا"، الذي عقد في الامم المتحدة، بقوله ان مقاربة لبنان لأزمة النازحين/ات تنطلق من ضرورة انهاء تلك الأزمة اولا (!؟)، وأضاف قائلاً: "نحن نختلف مع مقاربة الآخرين القائلين بأن حل الأزمة السورية يجب أن يسبق حل ازمة النازحين/ات، واعتبر أن صيغة "عندما تسمح الظروف بعودتهم"، تعني إطالة امد الحل للأزمة السورية ولأزمة النازحين". وتعليقا على مجريات المحادثات في نيويورك، اعتبرت صحيفة النهار، ان المتابعين في بيروت، استنتجوا قلة اهتمام اميركي بما يعانيه لبنان بفعل النزوح السوري، اذ ان الرئيس اوباما اعلن يوم اول من امس، ان 50 دولة تعهدت باستضافة 360 الفا فقط من 50 دولة، فيما لبنان وفقا للصحيفة يستقبل اربعة اضعاف ذلك العدد، وعليه استنتجت الصحيفة ان التوقعات بإمكان عودة النازحين/ات، حتى لو هدأت الحرب، تكاد تكون معدومة، وربما ايضا مرفوضة.
الى ذلك، لم تحمل الزيارة الذي قام بها وفد البرلمان الأوروبي، لمراقبة أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، أي جديد، اذ اكدت مصادر أوربية لـ"السفير" أن زيارة الوفد ليست دليلاً على تغيير في السياسة الأوروبية تجاه ملف النازحين/ات في لبنان، بل تندرج في إطار تطوير قانون اللجوء السياسي، بما يسمح للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي باستقبال أعداد أكبر من النازحين/ات السوريين/ات. كذلك نفى رئيس لجنة الحريات العامة والعدالة والشؤون الداخلية في البرلمان الأوروبي، كلود مورايس، نية الاتحاد الأوروبي استيعاب 10 % من النازحين/ات السوريين/ات في لبنان. اما حول إمكان عودة النازحين/ات إلى مناطق يمكن العيش فيها داخل سوريا، فأجاب المسؤول الاوروبي أن الموضوع ليس من اختصاصه، لكنه ذكّر أن أوروبا تمتلك تجربة مريرة في هذا السياق خلال الحرب في يوغوسلافيا سابقا، واردف قائلاً: "لا يمكن إقناع أحد بوجود مناطق آمنة في سوريا". (السفير، الديار، الحياة، النهار 17، 22، 23 ايلول 2016).