انضمت الطفلة إسراء مصطفى اسماعيل ذات الـ 5 سنوات، وهي من الجنسية الفلسطينية، يوم اول من امس الى قافلة الضحايا التي لاقت حتفها نتيجة للاهمال الصحي الرسمي ونقص التجهيزات الاستشفائية الاساسية المخصصة للحالات الطارئة وخصوصا للاطفال. وفي التفاصيل، تعرضت الطفلة للصدم على أوتوستراد المنية وهي برفقة جدتها، وقام احد المارة بنقل الجدة الى مستشفى الحكومي في طرابلس، والطفلة الى مستشفى الخير في المنية، حيث بقيت تصارع الموت نحو ثلاث ساعات بانتظار تأمين مستشفى تخصصي لها لإنقاذ حياتها، ونظراً لعدم توفر جهاز تنفس وجهاز التصوير CT SCAN في المستشفى المذكور. فشلت كل الاتصالات مع وكالة "الاونروا" في تأمين مستشفى بديل، بسسب فض الوكالة قبل عام كل العقود مع مستشفيات الدرجة الاولى تحت ذريعة عدم وجود أموال كافية لتغطية النفقات، لكن بعد خمس ساعات من البحث، نقلت الطفلة الى مستشفى الهيكلية في طرابلس، الذي وافق على استقبالها، لكن حالتها كانت ساءت ففارقت الحياة، وكذلك الجدة. وقد الهب خبر وجود اسراء في المستشفى بين الحياة والموت مشاعر ابناء وبنات مخيمي البداوي والبارد الذين واللواتي خرجوا/ن الى الشوارع وأحرقوا/ن الإطارات، في محاولة للضغط على الوكالة لتأمين مستشفى بديل وإنقاذ حياتها، قبل أن يأتي خبر الوفاة. وقد اعتبرت اللجان الشعبية الفلسطينية في مخيم نهر البارد، ان وفاة الطفلة وجدتها، شكلت القشة التي قصمت ظهر البعير، وفتحت ملفات المأساة الفلسطينية من جديد لتتحول الى صفعة في وجه الامم المتحدة والاونروا في سياستها الخالية من الانسانية. اما مراسم الدفن يوم امس، فقد جرت وسط غضب عارم وهتافات نددت بسياسة الاونروا وبسياسات الامم المتحدة ولامبالاة جامعة الدولة العربية. وحول الموضوع، اقر وزير الصحة، وائل أبوفاعور، في حديث مع صحيفة الاخبار بمشكلة "العنايات الفائقة الخاصّة بالأطفال في المستشفيات الحكومية"، مشيراً إلى أنّ هناك أزمة فعلية في الموضوع الذي يولى اليوم بأهمية قصوى، موضحا ان الجهود التي تقوم بها الوزارة في طرابلس لناحية التجهيزات لا تزال دون المستوى المطلوب، وخاتماً بقوله أن جهاز CT SCAN الذي كانت تحتاج إليه إسراء غير موجود إلا في مستشفيين حكوميين في كل لبنان!!!؟. (السفير، الاخبار والديار 4 ت1 2016)