سلطت صحيفة الاخبار في عددها الصادر اليوم الضوء على مؤشر ثقة المستهلك، الذي اطلقه بنك بيبلوس وكلية سليمان العليان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت في العام 2011، والذي يعتبر أول مؤشر لثقة المستهلك يصدر عن مؤسسة مصرفية ومالية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرة الى انه وبحسب البنك، يشكل المؤشر مرجعاً أساسياً لقياس ميول واتجاهات ثقة المستهلك في لبنان، وبالتالي يساهم في إرساء فهم أكثر عمقاً لتأثير مستوى تلك الثقة على الأوضاع الاقتصادية الحالية والمستقبلية. وفي التفاصيل، يقيس المؤشر ثقة وتوقعات المستهلكين/ات اللبنانيين/ات المتعلقة بالوضع الاقتصادي العام وأحوالهم/ن المالية الخاصة، كما يدرس المؤشر ثقة المستهلك بحسب فئات فرعية عدة منها، الوظيفة، الجندر، الدخل، الفئة العمرية، المنطقة وحتى الطائفة (!؟)، ويستند على استطلاع رأي عينة من 1200 فرد تتم مقابلتهم شخصياً من قبل ستاتستكس ليبانون، على ان تجري عملية احتساب وتحليل المؤشر من قبل فريق البحوث الاقتصادية وفريق التحليل في بنك بيبلوس. يتضمن استطلاع الرأي اسئلة عن الأوضاع الاقتصادية الحالية والمستقبلية، وأوضاعهم/ن المالية، ونيتهم/ن لشراء السلع. وحول ادراج الطائفة في المؤشر، شدد غبريل على انه "وبحكم اننا لسنا نعيش في سويسرا، فلا بد لمؤشر يقيس ثقة المستهلك اللبناني ان ينظر الى الامر من منطلق الطوائف الى جانب فئات اخرى كالمنطقة والوظيفة والجندر وغيرها"، مشيراً الى ان المستهلكين/ات الذين/اللواتي ينتمون/ن الى الطائفة المسيحية في لبنان هم/ن اكثر ارتياحا للوضع الاقتصادي وثقة به من باق المستهلكين/ن من الطوائف الاخرى. من جهته، اعتبر الباحث اديب نعمة ان اعتبار الطائفة وحدة لا تتخللها تفاوتات طبقية واجتماعية وجغرافية تجعل المؤشر كقياس لثقة المستهلك المنتمي الى طائفة معينة فاقداً تماماً للدقة. اما على صعيد نتائج المؤشر، فيرى غبريل أن الصورة تصبح اكثر وضوحاً من المنظور المناطقي، لافتاً الى الأرقام تظهر منذ بدء إصدار المؤشر أن جبل لبنان يحوز على نحو دائم تقريباً أعلى درجات ثقة المستهلكين (علماً أنها منخفضة لا ترتفع عن 50% إلّا نادراً)، فيما يسجل البقاع أكثر الدرجات انخفاضاً، تصل في بعض الأحيان إلى ما دون 10%، بينما يوجد وجه تشابه في معدلات الثقة في الشمال والجنوب وبيروت. (الاخبار 5 تشرين الاول 2016)