يرى الكثير من الباحثين/ات ان الهويات في المنطقة العربية هويات مركبة ومتغيرة بتقدم الزمن وبحسب التغيرات في الحدود الجغرافية لهذا البلد او ذاك، اي نتيجة للتغيرات السياسية وانتقال تلك البلدان او بعض منها من سلطة الى سلطة، بدءا من السلطة العثمانية وصولا الى الكيانات الوطنية الحالية. وفي هذه المسألة، عرضت صحيفة النهار الاسبوع الماضي نموذجاً عن تعقيداتها، وذلك من خلال مقال للاب جورج مسوح عرض فيه حالته لافتاً الى ان جدّة أبيه، والتي تدعى سوسان، هي عثمانية وفق تذكرتها الصادرة عام 1900، حيث ولدت في العام 1870، في قرية حبنمرة من قرى وادي النصارى الواقعة آنذاك في أراضي الدولة العثمانيّة. اما إلياس سلّوم مسّوح، جدّ أبيه، زوج سوسان، لا يعرف تاريخ ميلاده، لعدم وجود وثيقة باسمه. واضاف مسوح قائلاً: "سوسان أنجبت يوسف، جدّي، في العام 1888، انذاك كانت حبنمرة لا تزال تحت حكم السلطان العثمانيّ، وبذلك فان جدّي يوسف وُلد عثمانيًّا لكنّه توفّي مواطنًا علويًّا، كما يبدو واضحًا من صكّ النفوس الخاصّ به الصادر عن "حكومة دولة العلويّين المستقلّة" بتاريخ 24 أيلول 1925. واردف قائلاً: "إلا ان حبنمرة اصبحت فيما بعد تابعة للجمهوريّة العربيّة السوريّة". كما اشار مسوح الى ان والده ابراهيم ولد في حبنمرة في العام 1923، مواطنا علويًّا، ثمّ أصبح مواطنًا عربيًّا سوريًّا بعد استقلال سوريا، ثمّ لبنانيًّا في العام 1994 بفضل مرسوم التجنيس. وختم مسوح قائلاً: "أنا، وُلدت في سدّ البوشريّة، قضاء المتن، في العام 1963، مواطنًا سوريًّا، ثمّ أصبحتُ لبنانيًّا في العام 1994 بفضل مرسوم التجنيس الشهير، اما بناتي الثلاث وُلدن لبنانيّات، أعوام 1996 و1999 و2002. (النهار 12 تشرين الاول 2016)