يتواصل الاستهتار الرسمي بصحة المواطنين/ات على الرغم من التصريحات الرنانة لوزير الصحة العامة، وائل ابو فاعور، التي اكد فيها من جديد سعي الوزارة الى تعزيز المستشفيات الحكومية سواء من خلال المعدات ام قدرة الاستيعاب. فبعد مرور اسبوعين على وفاة الطفلة إسراء مصطفى اسماعيل (راجع خبر: http://www.lkdg.org/ar/node/15660)، توفيت يوم السبت الماضي الرضيعة الفلسطينية لينا زليخة (شهرين ونصف) بين أيدي والديها، اللذين بقيا لأكثر من 10 ساعات يبحثان لها عن سرير في مستشفى مجهز للتعامل مع حالتها الصحية الخطرة. وفي التفاصيل، افاد والد الطفلة في حديث مع صحيفة الاخبار الى انه أتى بطفلته أولاً إلى مستشفى بيروت الحكومي، لأن "لونها كان أصفر، وكانت تغيب عن الوعي بين الحين والآخر"، لافتاً الى انه وبعد اجراء الفحوص الطبية اللازمة لها في المستشفى، أُخبِر بأن الطفلة تحتاج إلى دخول فوري "إلّا أن المُستشفى غير قادر على استقبالها نتيجة عدم توافر أسرّة شاغرة". واضاف والد الطفلة قائلاً انه حمل طفلته وذهب بها الى مُستشفيات أخرى، رفضت بدورها استقبالها، بحجة عدم توفر أماكن شاغرة، او افتقارها لقسم طبّي مُخصّص للأطفال الرُضّع. وتابع والد الطفلة قائلاً: "بعدما قمنا بـ "الواسطة"، قيل لنا إن هناك أسرّة فارغة في مستشفى بيروت الحكومي (بخلاف ما أُبلغنا في المرة الأولى)، إلا ان الطفلة كانت قد فارقت الحياة". من جهتها، افادت المصادر الطبية في مستشفى بيروت الحكومي، بإن الطفلة كانت قد حُقنت بلقاح مرتين في أحد المُستوصفات الطبية التابعة لـ"الأونروا" أدّى إلى تعرّضها لتداعيات تتطلّب تلقيها العلاج داخل المُستشفى، وانه بسبب عدم توافر الأسرّة، طلبت من اهل الطفلة التوجه إلى مُستشفى الكرنتينا الحكومي حيث تتوفر أسرّة شاغرة، واضافت تلك المصادر قائلة: "لكنّ الأهل لم يتوجهوا إلى الكرنتينا، وعادوا بها إلى المستشفى بعد 10 ساعات". في اتصال مع "الأخبار"، نفى المكتب الإعلامي لإدارة المُستشفى أن تكون الإدارة "قد غيّرت أقوالها وقالت إن هناك أماكن شاغرة"، لافتاً إلى أن الطاقم الطبي اقترح معالجة الفتاة في الطوارئ، لكن الوالد أصرّ على إدخالها، فما كان من الإدارة إلا أن جعلت الوالد يوقِّع على تعهّد بخروج ابنته خلافاً لتوصية الاطباء. (الاخبار 19 تشرين الاول 2016)