تتفاقم ظاهرة العنف الاجتماعي في المجتمع اللبناني فتطفو على السطح بين الحين والاخر متخذة اشكالاً مختلفة، مصيبة الفئات الاجتماعية الاكثر هشاشة، ومنها بشكل الخاص، الاطفال وذوي الاحتياجات الخاصة. وفي هذا الشأن، سلطت صحيفة السفير في عددها اليوم الضوء على حدثين منفصلين حصلا باقل من اسبوع، الاول، تعرض فيه طفل يبلغ من العمر ثلاثين شهرا للضرب في احدى الحضانات الكائنة في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية، والثاني التعرض لمعوق في بلدة مشحة العكارية للضرب على يد حارس ليلي. فيما يتعلق بالحالة الاولى، افادت صحيفة السفير بان والدة الطفل، قالت في حديث مع الصحيفة بإنها انهارت بعدما شاهدت جسد ابنها، ولاحظت وجود بقع حمراء، فاعتقدت للحظة أن سبب الاحمرار والتورم يعود لتناول طفلها مضادا حيويا، واضافت الوالدة قائلة انها وبعد فترة وجيزة، توجهت به الى طبيب الاطفال الذي رجّح، بعد فحصه، أن تكون العلامات الظاهرة على جسده ناتجة من كدمات، ليحسم الامر بعد إصدار تقرير الطب الشرعي بأنه تعرض للضرب بآلات حادة. ولان الحضانة لم تتجاوب مع الوالدة في الكشف عن ملابسات الحادثة، توجهت الى مخفر المنطقة للابلاغ عن الحادثة، مضيفة انها سترفع شكوى الى وزارة التربية. اما فيما يتعلق بالتعرض لمعوق في بلدة مشحة، فقد افادت الصحيفة نفسها بان عرض فيديو مصوَّر للمعوق يتعرض للضرب مكبّلا، على يد الحارس الليلي في بلدية مشحة، اثار ردود فعل شاجبة ومستنكرة. وعليه، وجّه "مرصد حقوق الأشخاص المعوقين" و"اتحاد المقعدين اللبنانيين" كتاباً مشتركاً إلى وزير الداخلية والبلديات، للقيام بالتحقيق السريع بحادثة الاعتداء، واضافت الصحيفة قائلة: "لكن اللافت للانتباه أن الحادثة لم تلق أية ردود فعل في بلدة مشحة التي لم يعر أبناؤها أي اهتمام للخبر، وذلك بسبب العلاقة الوطيدة التي تجمع بين المعتدي والمعتدى عليه (!؟). (السفير 25 تشرين الاول 2016)