فاطمة حمزة ضحية دستور الجمهورية اللبنانية الطائفية وقوانينها

فاطمة حمزة ضحية من ضحايا القوانين الطائفية المجحفة بحق النساء. فاطمة إمرأة لبنانية، تقبع في مخــفر الغبيــري في الضاحية الجنوبية، منذ الخميس الماضي، لانها رفضت التخلي عن حضانة طفلها، تطبيقا لحكم المحكمة الجعفرية الذي حصل عليه زوجها بحضانة الطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات ونصف، علما ان الاخير متزوج من إمرأة ثانية ولم يتم الطلاق بينه وبين فاطمة. وللاشارة، يحق في المحاكم الجعفرية، للزوج في حال طلّق زوجته ان يحتفظ بحق حضانة الأبن الذكر منذ سن سنتين، والبنت الأنثى عند بلوغها سن سبع سنوات. استحوذت قضية فاطمة على اهتمام الشارع اللبناني وشغلت مواقع التواصل الاجتماعي، فكانت اول ردة فعل إطلاق حملة تضامنية بعنوان: "مع فاطمة ضد المحكمة الجعفرية"، كما اعتصم منظمو/ات "الحملة الوطنية لرفع سنّ الحضانة عند الطائفة الشيعية" يوم السبت الماضي، لدعم فاطمة وسائر الأمهات اللواتي يعشن أوضاعا مماثلة ويصارعن من أجل حقهن في حضانة الأطفال، امام المجلس الشرعي الشــيعي الأعــلى ومخــفر الغبيــري، مطالبين باقرار قانون موحد للأحوال الشخصية، ومانحين/ات مهلة تنتهي اليوم لإطلاق سراح فاطمة. الى ذلك تضامن مع فاطمة كل من منظمة الشباب التقدّمي، حركة الشعب وجمعية "قل لا للعنف" و"اللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة" الذي دعا الى اجتماع تضامني اليوم عند الرابعة في مقر لجنة حقوق المرأة اللبنانية في وطى المصيطبة. وقد شكل احتجاز فاطمة محور اهتمام رجال الدين. ففيما رأى القاضي في المحكمة الجعفرية في جبل لبنان، الشيخ جعفر الكوثراني، الذي قرر حرمان حمزة من حضانة طفلها، بأن ما فعلته المحكمة ما هو الا تطبيق للقوانين، (للنص الكامل: http://m.assafir.com/Article/176/516513 ) اشار المفتي الجعفري، الشيخ احمد طالب، الى ان القرار ظالم بحق الأم، وانه يجب على المحاكم الشرعية ان تأخذ كل قضية لوحدها وان لا تحكم فقط على الحضانة من اساس النصوص. من جهته، اعلن المفتي الجعفري الممتاز، الشيخ احمد قبلان في بيان، انه بدأ تحركا لاطلاق سراح الأم المحتجزة، موضحا ان "المحكمة الجعفرية هي الجهة المختصة لحل نزاعات الاحوال الشخصية لدى الطائفة الشيعية وليس المجلس الشيعي". بدوره، اجرى رئيس مجلس النواب، نبيه بري، اتصالات من اجل إطلاق سراح فاطمة فوراً، وقال لصحيفةـ"السفير" إنه "من المعيب أن يتم توقيف أمّ بتهمة تعلّقها بابنها"، ورأى أن "تلك الحــادثة مسيــئة بكل المعايــير". (الاخبار، السفير والدايلي ستار 5 و7 ت2 2016)