بعد نهر الليطاني، ينتاب أبناء بلدة الخيام قلقاً إزاء الخطر الداهم على نبع الدردارة الذي يقع في خراج بلدة الخيام، وذلك بفعل البناء العشوائي في حرمها المتجدد بين بلدية اخرى. وفي التفاصيل، افادت صحيفة السفير في عددها الصادر اليوم بان نبع الدردارة الذي تغنت به المجالس البلدية المتعاقبة منذ ما بعد التحرير في سنة 2000 وهبّت لحمايته واستملاك مساحات من العقارات حوله لمنع الضرر عنه وجعله متنزهاً سياحياً للعموم، هي عينها التي توافق، حيناً، على بناء مقاه واستراحات ليس في تخومه العقارية فحسب، بل حتى على أجزاء منه يتم طمرها كما حصل في العام 2012، من جهته الشرقية، حيث اقيم بناء مطعم واستراحة في حرم الطريق العام وفي حرم النبع. وتضيف الصحيفة قائلة ان تلك المجالس تتقاعس عن المحافظة على الاملاك العامة الواقعة حوله والتي تحولت الى املاك خاصة، ولا عن وقف تسرّب المجاري الصحية والمياه الآسنة نحوه من البيوت في الأحياء العليا. وتنتهي الصحيفة الى خلاصة مفادها ان مشكلة الدردارة كما الليطاني هي جزء من مشكلتي تلوث وتعديات اكبر يعاني منهما لبنان. في هذا الاطار، اظهرت دراسة اجرتها مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة، وجود تلوث في كل المجاري المائية والنهرية والبحرية، بمعدل يتراوح بين 80 إلى 100% من العينات التي تم فحصها مخبريا وشملت كل مناطق لبنان، في حين أن 50% من المصادر المائية تحتوي على تلوث كيميائي بكميات كبيرة جدا. وبحسب مدير عام المصلحة، ميشال افرام، فان المصلحة، مثلا،ً بحثت عن بئر مياه ارتوازية سليمة أو صالحة للشرب إلا أنها لم تعثر سوى على عدد لا يتجاوز عدده أصابع اليد منها من أصل 120 بئرا جرى فحصها مخبريا موزعة على مختلف المناطق اللبنانية. ولفت افرام الى ان "من المؤشرات الخطيرة في الدراسة عدم وجود منطقة لبنانية سليمة وخالية من التلوث، الذي بات ملتصقا بالوحدات السكنية، مشيراً الى ان منطقتي البقاع وعكار حلتا على رأس لائحة المناطق الملوثة مياهها جرثوميا وكيميائية بمعدل 100%، وبنسب تبلغ أضعاف نسب المناطق اللبنانية الأخرى. (السفير 9 تشرين الثاني 2016)