سلطت صحيفة الاخبار في عددها الصادر اليوم الضوء على بحث اجرته الباحثة في الجامعة الاميركية في بيروت، كارول كرباج، تحت عنوان "السياسة بالصدفة: الحراك يواجه شعوبه" والتي لحظت فيها ابتعاد الأكاديميين/ات الذين/اللواتي درسوا/ن الحراك عن الناس، الذين/اللواتي نزلوا/ن إلى الشارع للمرة الأولى، وتركيزهم/ن على الناشطين/ات، منطلقة من سؤال عرضته في تقديمها للبحث: ما هي العوامل التي تفسر مشاركة آلاف المتظاهرين/ات للمرة الاولى في الحراك وانسحابهم/ن لاحقا بعد تظاهرة 29 آب. وقد لخصت كرباج تلك العوامل بمصطلح "السياسة بالصدفة" الذي، برأيها، قاد التحركات، موضحة ان السياسة بالصدفة هي تنظيم عفوي، مرن، يستخدم خطاباً عاطفياً وفضفاضاً وشعبوياً، يقدم تحركات استعراضية تقوم على تحويل المشاركين/ات إلى مشاهدين/ات في وقت لاحق، ويحقق انتصارات "رمزية" من دون رؤية سياسية واضحة. واضافت كرباج قائلة: "تلك السياسة قادرة على حشد المئات في الشارع سريعاً بسبب مميزاتها، إلا أنّ خطرها يكمن في أنها سريعاً أيضاً تعيد الناس إلى بيوتها من دون مطالب واضحة ورؤية سياسية وبرنامج عمل". كذلك افادت كرباج بان "السياسة بالصدفة" توحي بغياب التنظيم وغياب القيادات، وهو ما أصرت عليه مجموعات الحراك في لعبة أتقنها الناشطون للتهرب من مسؤولية المحاسبة تارةً، وللتفرد بالقرارات تارة أخرى، مشيرة الى ان غياب التحديد الواضح لهيكلية التنظيم سمح، وفق البحث، بخلق "مرونة" ساعدت في تنصل متخذي القرارات من مسؤولياتهم/ن غالباً وفي فرض قراراتهم/ن في الوقت نفسه، أي غيّبت تلك المرونة محاسبة المسؤولين/ات. (للاطلاع على البحث يمكنكم مراجعة الرابط التالي: https://www.aub.edu.lb/ifi/publications/Documents/working_papers/2017021... ) (الاخبار 21 شباط 2017)