يحيط كثير من التعقيدات، بعملية تشكيل الحكومة الجديدة، خصوصا مع تأزم الوضع الاقليمي بعد العقوبات الاميركية والخليجية على حزب الله من جهة، والتنافس الداخلي على الحقائب لاسيما السيادية منها من جهة ثانية. فقد اشارت صحيفة الديار الى انه مع خروج حزب الله وحركة امل منتصرين كبيرين من الانتخابات النيابية، ثمة من يسأل اذا كانت السعودية ستسعى الى عرقلة الحكومة عبر الضغط باتجاه اقفال مؤسسات الدولة امام ممثلين حزب الله، او التلويح بمقاطعتها وعدم التعاون معها اجمالاً. من جهته، أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، نهاية الاسبوع الماضي، ان واشنطن تأمل من الحكومة اللبنانية الجديدة الالتزام بسياسة النأي بالنفس، مشددا ان موقف واشنطن من "حزب الله"، لم يتغيّر، ومشيرا الى انه منظمة إرهابية. من جهة ثانية، قالت صحيفة الديار، نقلا عن اوساط وزارية متابعة، ان الوقائع والمعطيات السياسية لا توحي بان الطريق للتضييق على حزب الله في الداخل ستكون سهلة، مؤكدة ان حزب الله، ليس بوارد مناقشة مشاركته في الحكومة او عدمها بناء لطلب جهات اقليمية ودولية. من جهتها رأت صحيفة النهار، انه على الرغم من العقوبات الخارجية، لن تكون حكومة من دون الرئيس الحريري او حزب الله. وفي ما يتعلق بالالغام الداخلية لناحية توزيع الحقائب الوزارية، اشارت اوساط الديار الى ان الحقائب باتت موزعة بما يناسب الاحجام، لافتة الى ان رئيس القوات اللبنانية ابلغ الحريري، مطالبته بالحصة نفسها التي سيحصل عليها التيار الوطني الحر بالاضافة الى مقعد وزاري وازن مثل الاشغال او الطاقة، وان باسيل سيحارب حتى النهاية من اجل الحصول على وزراة الطاقة الممتازة التي يحضر لها اسما جديدا هو "وزراة البلوكات النفطية البحرية". كذلك، رأى الخبير المالي والاقتصادي، غازي وزني، أن التأخّر في تشكيل الحكومة الجديدة، مؤشر سلبي على الاقتصاد في عدة اتجاهات، ابرزها اتجاه المجتمع الدولي الذي أقرّ نتائج مؤتمر سيدر، وبرنامجه الاستثماري المقدّر بـ11 مليار دولار، وقدرة لبنان على إعداد موازنة 2019 التي من شأنها تخفيف العجز في المالية وضبط تنامي الدين العام. والجدير بالاشارة الى ان رئيس مجلس النواب، نبيه بري، صرح في وقت سابق لصحيفة النهار ان الوضع الاقتصادي الجامد يقلقه اكثر من التطورات العسكرية في المنطقة، مشيرا الى انه لم يتلق بارتياح نتائج مؤتمر سيدر، مطالبا بادراجه في رأس اولويات البيان الوزاري. (الديار، النهار والمستقبل 12،14، 21 ايار 2018)