اشارت صحيفة المستقبل ان عرسال التي أطفأت الشمعة الأولى لاحداث جرودها، لا تزال تعاني تداعيات الازمة في سكانها الذين واللواتي يتكشفون/ن مع مرور الوقت خسائر جسدية ومعنوية، علما ان تواجد المجموعات المسلحة في الجرود بنتيجة الحرب الدائرة في سوريا، اعاق الوصول الى البلدة او الخروج منها على مدى خمس سنوات. وفي هذا السياق، نقلت "المستقبل" عن نائب رئيس بلدية عرسال، ريما كرنبي، قولها انه خلال احتلال المجموعات المسلحة لمحيط البلدة، عانى السكان من عدم الاستقرار بسبب التوتر الأمني، مما أثّر بشكل كبير على الظروف المعيشية وعلى إمكانيّة وصول المساعدات الإنسانيّة، مشيرة الى ان عدد اللبنانيين/ات في عرسال يبلغ حالياً نحو 40 ألفاً والنازحين/ات نحو 60 ألفاً. وطالبت كرنبي بتدخل سريع لوزارة الصحة لوضع حد لتفاقم الأزمة الصحية، خصوصاً في ظل تلوث مياه الصرف الصحي والإنبعاثات الناتجة عن الحرائق من مكب النفايات، مشيرة الى أن ذلك يتسبب بانتشار حالات الحمى المالطية وإصابات سرطانية لا تلقى العلاج اللازم لعدم تواجد المراكز الصحية، الى جانب الظروف الإقتصادية التي يتخبط فيها السكان. من جهته، لفت منسّق مشروع منظّمة "أطباء بلا حدود" في البقاع، سيرجيو بيانكي، إلى أنه وعلى وقع شبه الغياب الرسمي لتوفير الرعاية الصحيّة الأوليّة، تجهد المنظّمة في تقديم تلك الخدمات والمساعدة الطبية المجانية للامهات والاطفال، من مواطنين/ات لبنانيين/ات ونازحين/ات سوريين/ات منذ عام 2012، موضحا ان الإستقرار النسبي في الوضع الأمنيّ بعد انتهاء المعركة صيف 2017، انعكس على نشاط المنظّمة التي وسعت نطاق استجابتها، لكنه اكد في المقابل ان الوضع الإنساني لم يشهد التحسّن المتوقّع. وختم بيانكي قائلا ان الاحتياجات الطبية لسكّان عرسال لا يمكن تغطيتها من قبل الجهات المحلية والدولية المتواجدة حاليّاً في البلدة فقط، خصوصاً على مستوى الرعاية الصحية المتخصصة، اذ تحتاج عرسال المزيد من المساعدات للاستجابة لاحتياجات اللبنانيين/ات والسوريين/ات الأكثر حاجة. (المستقبل 29 آب 2018)