تناولت صحيفة النهار في عددها الصادر في 18 تشرين اول الماضي دراسة ديمغرافية اعدتها مجموعة من الباحثين/ات والأكاديميين/ات برئاسة الدكتور وسام راجي، رئيس قسم الرياضيات في الجامعة الاميركية، والتي خلصت الى أن عدد المسيحيين/ات سيرتفع مجددا في لبنان وفق أدلة وبراهين نالت موافقة مراجع علمية عدة في العالم. وفي التفاصيل، وفي حديث مع الصحيفة، افاد راجي بان الدراسة استندت إلى محورين أساسيين هما الهجرة ومعدل الخصوبة للوصول الى الاستنتاج ان نسبة المسيحيين/ات سوف تزداد في المستقبل القريب. فبالنسبة الى الهجرة، بينت الدراسة ان الهجرة عند الطوائف الاسلامية تزيد قليلاً عن الهجرة عند الطوائف المسيحية على عكس ما هو شائع، أما بالنسبة إلى معدل الخصوبة، فإن انحداره عند الطوائف الاسلامية من 5.44 عام 1971 الى 1.82 عام 2004، قد ادى الى تقليص الفارق بينه وبين معدل الخصوبة عند المسيحيين، ما سيؤدي الى ارتفاع نسبة المسيحيين، لكن التحدي الأكبر يبقى في وعي المغتربين/ات لجهة تسجيل اسماء اولادهم/ن في لبنان وذلك بحسب ما شدد راجي. وعن خريطة ارتفاع عدد المسيحيين/ات، قال راجي: من المتوقع أن يصل معدل المسيحيين/ات عام 2030 الى نحو 38% وعام 2045 الى نحو 39%، وعلى لوائح الشطب الى نحو 40% عام 2030 ونحو 41.12% عام 2045، مشيرا الى انها عملية حسابية اعتمدت على عوامل ديموغرافية واجتماعية وسياسية، وموضحا بان انحدار نسبة الأمية وتأخير سن الزواج وارتفاع الهجرة الداخلية من القرى الى المدن والتأثير المباشر للعولمة، كلها عوامل ساهمت في انحدار معدل الخصوبة عند الطوائف الاسلامية التي بدأت تنخفض بعد عام 2004، وختم راجي قائلا: لكن هذا التغيير لن يبدأ بالظهور فعلياً على لوائح الشطب قبل عام 2025 اي بعد 21 سنة. (النهار 18 تشرين اول 2018)