لا يزال موضوع الزواج المدني الاختياري في لبنان، الذي اعادت احياءه الوزيرة ريا الحسن، يثير جدلا واسعا، خصوصا بعد استفار الطوائف المختلفة في لبنان التي تحظى بسلطة صارمة في قضايا الاحوال الشخصية. فبعد تجديد دار الفتوى رفضها للموضوع، اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة، بطرس الراعي، في 22 شباط الماضي، ان الكنيسة ليست ضد الزواج المدني بالمطل، لكنها ضد الزواج المدني الاختياري، مؤكداً ان القوانين يجب ان تكون الزامية للجميع، بينما شدد مدير المركز الكاثوليكي للإعلام، الأب عبدو أبو كسم، في 17 شباط،على عدم اعتراف الكنيسة المسيحية بالزواج المدني لانه لا يتوافق مع تعاليم الكنيسة. كذلك، شدّد نائب رئيس "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى"، الشيخ علي الخطيب، في 21 شباط، على معارضة الزواج المدني بقوة لأنه يخالف الدستور وينافي الإيمان، كما رفض شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن المشروع بقوة، بحسب ما اكدت صحيفة الديار في 20 شباط الماضي. وحول الموضوع، افادت صحيفة الديار في 20 شباط، ان رئيس مجلس النواب، نبيه بري، أكد أمام وفد من نقابة الصحافة في 18 شباط الماضي، ان الزواج المدني الاختياري "غير مطروح ولا يتحمّله أحد"، كما افادت انه امام رفض المرجعيات الدينية للموضوع، اضطر الرئيس سعد الحريري الى التراجع وكذلك الوزيرة الحسن، فتم تعليق النقاش بالملف واعيد الى الادراج. في المقابل، تظاهر عشرات الاشخاص المؤيدين للزواج المدني، امام وزارة الداخلية في الحمرا، يوم أول من أمس، لمطالبة الدولة بالسماح بعقد الزواج المدني على أراضيها، رافعين/ات لافتات كتب عليها "الزواج المدني لا الحرب المدنية"، "بدي اتزوج مدني بلبنان لأنو عندي فوبيا من الطيارة". للاشارة، الدولة اللبنانية لا تسمح بعقد الزواج المدني على أراضيها وإنّما تعترف بزواج اللبنانيين/ات مدنيا في الخارج، كما يذكر ان الحكومة اللبنانية تقدّمت في 1998 بـ"مشروع قانون الزواج المدني"، لكنّه لم يُقر لأن المرجعيات الدينية التي رفضته رفضا قاطعا. (الديار والنهار 20،22،23 و25 شباط 2019)
اخبار سيابقة حول الموضوع:
تصريح الوزيرة الحسن حول الزواج المدني يثير الجدل
https://bit.ly/2GXHCoG