تناولت صحيفة الاخبار اليوم، المادة المتعلقة بترخيص الزجاج الحاجب للرؤية (فوميه)، الذي اسقط اقتراح تعميم تشريعه مقابل رسم محدد بمقدار مليون ليرة لبنانية خلال مناقشة بنود مشروع موازنة 2019 (https://lkdg.org/node/18575)، مشيرة الى ان اصرار الدولة على حفظ شرعية ذلك الترخيص لدواعٍ أمنية وطبية، ليست الا حجج واهية لا تصلح إلا في بلد "التشبيح"، حيث تسهل حيازة التقارير الطبية التي تبرّر الحصول على الرخصة. وحول الموضوع، قالت الاخبار ان رخصة الزجاج الداكن اكتسبت شرعيتها من مرسوم أصدرته وزارة الداخلية في إحدى حكومات الرئيس الراحل رفيق الحريري، بحجة توفير موارد جديدة للخزينة العامة، بعدها، لعبت الظروف الأمنية دوراً في الإبقاء على شرعيته، التي عاد النقاش فيها إلى الواجهة أخيراً. واعتبرت الاخبار ان إسقاط المادة يعدّ خطوة جيدة لكبح تمدد ظاهرة "التفييم"، لكنها تبقى خطوة ناقصة ما لم يتبعها مسعى جدي للتخلي تماماً عن "الفوميه" والاعتراف بانتفاء الحاجة، حتى الطبية، إليه. وقالت الاخبار انه إذا كانت "المخاطر" المفترضة، مفهومة بالنسبة إلى بعض الاشخاص، من سياسيين وقضاة وبعض العسكر، إلا أن ما ليس مفهوماً هو البند الذي يجيز الترخيص لـصاحب السيارة المصاب بمرض ناجم عن أشعة الشمس، بعد ابرازه تقريراً طبياً مصدَّقاً من وزارة الصحة يثبت الإصابة، ناقلة عن البروفيسور المتخصّص في طب وجراحة العيون، ربيع الصانع، انها مجرد "خزعبلات"، لان هؤلاء الاشخاص بإمكانهم، بكل بساطة، ارتداء نظارات شمسية. وبحسب مصادر في وزارة الداخلية، سجّل في العام 2012 أكثر من 55 ألف سيارة بزجاج عازل للرؤية، فيما اكدت الصحيفة ان الرقم ارتفع اليوم، ما يشير إلى نمو ظاهرة "التفييم" وتمدّدها بلا رقيب. (الاخبار 12 تموز 2019)