تناولت صحيفة الاخبار في تحقيق نشرته في 10 تموز الماضي حرائق الغابات في لبنان، مشيرة الى ان لبنان مقبل هذا الصيف على حرائق قد تأتي على نصف مساحته. وحول الموضوع، حاورت الصحيفة مدير برنامج الأراضي والموارد الطبيعية في معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند، جورج متري، الذي اكد على "اننا لسنا جاهزين للتعامل مع الحرائق الآتية، ما يعني أن غالبية غاباتنا معرّضة للاختفاء"، مشيرا الى ان المعدل السنوي للمساحات المحترقة يقدر بنحو 1200 هكتار ويصل أحياناً إلى 1800 هكتار، ولافتا الى ان تلك نسبة كبيرة مقارنة بما تبقى من مناطق حرجية في لبنان، مفندا أسباب الحرائق بين مباشر وغير مباشر. وفي اليوم نفسه، افاد حبيب معلوف في مقال نشره في "الاخبار" بانه صحيح باتت لدينا، منذ عام 2009، استراتيجية وطنية لادارة حرائق الغابات، جاءت بعدما ضربت لبنان عام 2007 حرائق استثنائية قدرت خسائرها بنحو عشرة ملايين دولار، الا أن بنود تلك الاستراتيجية ومتطلّباتها لم تُطبّق حتى الان. كما لفت معلوف الى "اننا لا نزال نعاني من تعدّد المسؤوليات وتضارب الصلاحيات بين جهات وإدارات ووزارات عدة مثل البيئة والزراعة والداخلية (والدفاع المدني) والبلديات ومجلس الانماء والاعمار" مشددا على انه لم تستطع اي استراتيجية وخطط وقوانين أن تنظّم تلك العلاقة وتحدّد المسؤوليات، خصوصا في الجوانب الاسهل والاكثر اهمية، لناحية تطبيق "مبدأ الوقاية" وتجنب الحرائق قبل حصولها. وفي الختام، اشار معلوف الى ان ملايين الدولارات التي أُنفقت على شراء الطائرات (غير النافعة بعد ساعة من بداية أي حريق)، كانت كافية لتأمين وظائف لآلاف الطلاب الجامعيين الذين يقومون بمهمة المراقبة، كون الحريق في بدايته قد يحتاج الى ضربة غصن شجرة او دلو ماء. (الاخبار 10 تموز 2019)