بعد أكثر من 15 عاماً على جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، اصدرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان يوم امس، حكمها النهائي في القضية، الذي خلص الى تأكيد عدم وجود دليل على ضلوع حزب الله أو سوريا في تفجير 14 شباط 2005، وذلك خلافاً لما كان يتنظره بعض القوى السياسية في لبنان للتصعيد ضد حزب الله في الملف الحكومي، بما يسقط المخاوف التي ربطت تداعيات الحكم على استمرار الاتصالات والمشاورات على صعيد تشكيل الحكومة. بالعودة الى الحكم، كانت المحكمة وجهت تهم لأربعة أشخاص مزعومين ينتمون الى حزب الله هم سليم جميل عياش، حسن حبيب مرعي، حسين حسن عنيسي، وأسد حسن صبرا، بينما حذفت اسم متهم خامس هو القيادي السابق في حزب الله مصطفى بدر الدين من اللائحة بعد اغتياله في سوريا عام 2016، ليقتصر حكم الادانة يوم امس على متهما واحدا هو عياش في حين برأت الثلاثة الاخرين، معلنة ايضا انه "لا يمكن لغرفة الدرجة الأولى أن تقتنع بأن بدر الدين كان العقل المدبر لاغتيال الحريري". اثر صدور الحكم، برزت اول ردود الفعل المحلية والاقليمية والدولية، فدعا الرئيس عون اللبنانيين لتضافر الجهود من اجل حماية البلاد، فيما تمنى الرئيس بري، ان يبقى لسان حال اللبنانيين: العقل والكلمة الطيبة، كما امل الرئيس دياب ان يساهم الحكم في اخراج الوطن من محنته قوياً ومتماسكاً بوحدته الوطنية. من جهته، أعلن الرئيس سعد الحريري من لاهاي قائلا: "نقبل حكم المحكمة ونريد تنفيذ العدالة"، مضيفا قائلا: "ما بقى حدا يتوقّع منّا أي تضحية، فنحن ضَحّينا بأغلى ما عندنا والتضحية يجب ان تكون من حزب الله الذي أصبح واضحاً أنّ شبكة القتلة خرجوا من صفوفه، ولن أستكين حتى يتم تسليمهم للعدالة". في المقابل، شكل الحكم خيبة لفريق 14 آذار بحسب ما اشارت صحيفة الاخبار، اذ اكتفى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، بالتغريد بصورة يظهر فيها وجهان من دون أي كلام، فيما اعتبر النائب سامي الجميل ان الحكم كان متوقعا وليس حاجة للتحليل والكلام، كما قال الوزير السابق بطرس حرب ان المحكمة برأت الجهات التي نشك سياسيا بضلوعها في الاغتيال. في المواقف العربية والدولية، برز يوم امس اول رد فعل سوري على القرار، اذ طلب عضو مجلس الشعب السوري أحمد الكزبري في حديث لقناة "آر تي" الروسية، من "الساسة في لبنان تقديم اعتذارهم للحكومة السورية والشعب السوري عن كل ما بدر منهم من اتهامات زائفة"، مضيفا ان "الموضوع الآن سيخضع للتدقيق من قبل الأجهزة القضائية السورية ومن المحامين السوريين بما يخدم مصالح الشعب السوري المتضرّر". وفي اول رد فعل دولي، أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ترحيب بلاده بحكم الإدانة الذي أصدرته المحكمة، زاعما ان إدانة عياش تساعد على التأكيد بأن حزب الله وأعضاءه ليسوا مدافعين عن لبنان (!؟). (الاخبار، النهار والديار 19 آب 2020)
اخبار سابقة حول الموضوع:
لا حكومة قريباً بانتظار حلحلة الشروط الاميركية وتداعيات قرار المحكمة الدولية
https://lkdg.org/node/19558