كشفت صحيفة الاخبار بان عدداً من الوزارات بدأت بفسخ عقود موظفي/ات برنامج الأمم المتحدة الانمائي المقدر عددهم/ن بنحو 150 موظفا/ة، وذلك بناءا على طلب من رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، في اطار خطة ترشيد الانفاق، موضحة ان رواتب موظفي/ات البرنامج الذي يهدف الى تطوير قدرات الادارات العامة، تمول من خزانة الدولة، علماً ان تلك الرواتب تدفع بالدولار!. في التفاصيل، اوضحت الاخبار ان وزارة المالية تحوّل رواتب موظفي البرنامج بالليرة اللبنانية على سعر صرف 1500 الى مصرف لبنان الذي بدوره يرسلها بالدولار الى نيويورك حيث يتم اقتطاع 5% من مجمل قيمتها لصالح ادارة البرنامج، ومن ثم ترسل مجدداً الى أحد المصارف اللبنانية ليتقاضاها الموظفين/ات دولارات طازجة. وكشفت الصحيفة ايضا ان في تموز الماضي، طلبت رئاسة الحكومة من وزارة المالية تحويل مستحقات موظفي البرنامج في السراي الحكومي، فردّ الوزير غازي وزني بعدم القدرة على دفع الرواتب بالدولار بعد الآن، عارضاً تحويلها الى الليرة اللبنانية، وهو ما رفضه القيّمون على البرنامج، فكان قرار إنهاء المشاريع المموّلة من الدولة اللبنانية، علماً بأن رواتب هؤلاء، وفق أحد المديرين العامين، تراوح قيمتها بين الفين و10 آلاف دولار. في المقابل، نقلت الاخبار عن مصدر مطلع، أن اجمالي ميزانية البرنامج المقدر بنحو 60 مليون دولار، تدفع منها الدولة اللبنانية 9 ملايين دولار، بينما يسدد داعمون خارجيون الاجمالي الباقي. كذلك رأت الصحيفة ان قرار صرف الموظفين/ات تعسفاً وبدون انذار يؤدي الى قطع رزق نحو 150 شخصا وعائلاتهم/ن، موضحة ان موظفي البرنامج لا يتقاضون تعويضات ولا يسجلون بالضمان الاجتماعي. تعليقا على مستقبل البرنامج، اعتبرت مديرة البرنامج في لبنان، سيلين مويرو، ان ما حصل لا يعني إنهاء وجوده، بل تغيير في طريقة الدعم التي تقدمها الوكالة الى الادارات اللبنانية، موضحة للاخبار ان النقاش قائم مع الحكومة حول الالية الجديدة لاستمرار التعاون في مجال الاصلاح المؤسساتي. من جهتها، اعتبرت الصحيفة المذكورة ان ما يسمى اصلاحاً داخل البرنامج أصبح بحاجة الى إصلاح، ولا سيما أنه لم يحقق غايته طوال 20 عاماً، مشيرة الى ان جلّ ما حصل أن هو تدمير القدرات البشرية ووضع القطاع العام في موت سريري، بينما شكل موظفو البرنامج ادارة رديفة للادارة الأصلية، وباتوا هم الدولة داخل الدولة. حول ما وصفته بمزاريب الهدر في البرنامج، قالت الاخبار ان البرنامج الاممي يتضمن عشرات المشاريع بميزانية اجمالية تراوح بين 40 مليون دولار و70 مليوناً سنوياً، وبلغ في العام الماضي 69 مليون دولار، تم انفاق 43 مليون دولار منها على مشاريع تحت عنوان بناء القدرة على مواجهة الصدمات والأزمات، ومنها مشروع وحدة ادارة الكوارث التي ثبت عدم فعاليتها في اعقاب انفجار المرفأ. (لمزيد من النفاصل حول عمل برنامج الأمم المتحدة الانمائي، يمكن مراجعة الرابط التالي: https://al-akhbar.com/Politics/292984 ). (الاخبار 24 آب 2020)