مخاطر التركيبة الطائفية والازمة السياسية على الاستقرار الامني

التأزم السياسي على صعيد تشكيل الحكومة نتيجة الخلاف حول التوازنات الطائفية والحصص في الوزارات (https://lkdg.org/ar/node/19773)، مترافقاً مع التدخلات السافرة والمستمرة لرجال الدين في السياسة، لا بد ان ينعكسان على شكل حقن طائفي اهلي يمكنه ان يأخذ وجوها مختلفة. كان لافتا في هذا الاطار تصريح البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد الماضي، الذي اتهم فيه الاطراف السياسية التي ترفض تشكيل حكومة مستقلة بكامل وزرائها بتعطيل عملية تشكيلها، معتبرا ذلك المخرج الوحيد لحل الازمة، مضيفاً ان "الوطن مشروع شراكة حضارية (طائفية) لا عددية"، رافضاً تحويل لبنان الى مكان صراع بين الاقليات والاكثريات، وغامزا بذلك من قناة رئيس الجمهورية وخصوصا الثنائي الشيعي. في التوترات الامنية الطائفية،اعتدت مجموعة من الشبان نهاية الاسبوع الماضي على مسجد "السلطان إبراهيم بن أدهم" وإمامه في جبيل، وذلك اعتراضا بحسب صحيفة الديار على صوت الآذان وتلاوة القرآن، الامر الذي ادى الى موجة غضب في طرابلس حيث عمدت مجموعة من الشبان الى اغلاق مسارب ساحة النور، فيما اثار الحادث موجة تنديد واسعة من مختلف الأفرقاء. من جهتها، اعلنت مديرية المخابرات في بيان مقتضب اصدرته في 30 ت1، انها اوقفت شخصا لقيامه بإثارة النعرات الطائفية والتعرض لرجال دين عبر إنشاء حساب مزور على مواقع التواصل الاجتماعي واستخدامه في التعرض "لأحد الأديان"، بينما وعلى خلفية تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي اعتبرت مسيئة للنبي محمد وللاسلام، نظم حزب التحرير منتصف الشهر الماضي تظاهرة امام السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر، ردد خلالها المحتجون هتافات منددة بفرنسا ورئيسها ورافضة للاساءة للمقدسات الاسلامية. اخيراً حذرت صحيفة الديار في 4 ت2، من وجود بلدان اقليمية تنشط في الشمال، تعمل من خلال جمعيات دينية على تجنيد شبان وتجهيزهم لاعمال امنية لاعادة احياء داعش، مضيفة ان تلك الجمعيات تتلقى الدعم من تركيا وبلدان الخليج. (الديار والنهار 5 و31 ت1، 14 و15 ت2 2020)