شكلت سوريا دوماً الشماعة التي يعلق عليها جزء اساسي من الاطراف السياسية والاعلامية اللبنانية لتبرير اي فشل مؤسسي ورسمي في مقاربة الكثير من الملفات الامنية والسياسية والاقتصادية، ومنها ملف التهريب وحتى انفجار المرفأ. في جديد ذلك، تناقل بعض وسائل اعلام يوم امس بيانا للنائب جورج عقيص، من حزب القوات، مفاده توجه باخرة صينية للرسو في احد المرافىء اللبنانية (بيروت او طرابلس)، لتفريغ موادا كيماوية لنقلها بالترانزيت الى سوريا، محذرا من تكرار سيناريو المرفا بقوله "من يضمن لنا عدم تفريغ المواد الكيماوية وتخزينها بلبنان في تكرار مرعب لمأساة نيترات الامونيوم". على اثر ذلك، سارعت وزيرة الدفاع، الى التوضيح في بيان ان الباخرة تحمل الى جانب المواد الكيماوية بضائع لتجار لبنانيين وان عدم السماح بدخولها لتفريغ حمولتها سيلحق الضرر بالتجار اصحاب البضائع وبسمعة لبنان ومرفأ بيروت، موضحة ان وكيل السفينة تعهد وبطلب من وزارة الأشغال العامة عدم إفراغ حمولة المواد المتفجرة في مرفأ بيروت، بينما نقلت صحيفة النهار في 16 ك2 الماضي عن صحيفة الغارديان، خبرا حول تفجير مرفأ بيروت، زعمت فيه احتمال أن يكون النيترات المنفجر يعود لمسؤولين سوريين بغية استخدامه في الأسلحة. بدوره، نشر النائب وليد جنبلاط في 30 ك1 الماضي، صورا لرتل من الشاحنات زاعما انها تقوم بتهريب مادة المازوت المدعوم من لبنان الى سوريا، قبل ان تتلقف وسائل الاعلام الخبر لتحميل سوريا مسؤولية استنزاف الخزينة واموال الدعم المتبقية، بينما اوضحت مصادر امنية لموقع المركزية الالكتروني ان الشاحنات الكثيرة لا تتجه الى سوريا كما اورد جنبلاط انما الى قرى لبنانية. في المقابل، ضبط الجيش اللبناني في 16 ك2 الجاري، في محلة قبش - القصر شاحنة بيك أب محملة بحوالى 2000 ليتر من المازوت، أثناء محاولة تهريبها الى سوريا، كما تمكنت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي في 3 ك2 من توقيف عصابة لتهريب السيارات الى سوريا يديرها لبنانيين، في حين ارسل وزير الزراعة في 10 ك1 الماضي، كتبا رسمية الى كل من قيادة الجيش اللبناني، المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، والمجلس الاعلى للجمارك، المعنيين لاتخاذ التدابير الآيلة لمكافحة تهريب الأبقار الى سوريا وذلك بعد ورود معلومات عن محاولة تهريب الأبقار "المدعومة" التي تم استيرادها لصالح الاستهلاك المحلي الى سوريا. (الاخبار، النهار والديار 10،11 و31 ك1، و5،16،18 و21 ك2، 2021)