السعي وراء الرزق في زمن الكورونا والاقفال

الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي استشرت في زمن جائحة كورونا، دفعت الكثير من المواطنين/ات الى البحث عن كافة السبل لتأمين لقمة العيش، خصوصا في ظل الاقفال الذي فرضته الجائحة والذي اثّر في آلاف العائلات التي تعتمد في عيشها على ما تحصله من الدخل يومياً. في هذا السياق تناولت صحيفة الاخبار تجارب شخصية، منها تجربة لؤي عامل كهربائي مياوم، الذي عمد في الآونة الأخيرة، وقبل قرار الإقفال، الى ترك محله في منطقة برج البراجنة وممارسة عمله أونلاين، سائق أحد الفانات عند موقف حي السلم الذي قرر نقل موظفين/ات يعملون/ن في المستشفيات حتى لا يخسر عمله الوحيد والذي لفت انه من دون ذلك العمل "ما مناكل"، وسائق آخر التزم بقرار الإقفال لكنه رفع أجرة الفان في الأيام التي سبقت الاقفال من 1500 ليرة إلى 2000 ليرة حتى يستطيع العيش، بينما قام أصحاب الكثير من المحال التجارية في الاحياء الفقيرة بوضع مواد غذائية لإبقاء محالهم مفتوحة لان "الفقر لا يرحم" على حد قول صاحب محل للادوات البلاستيكية. بدورها، سلطت صحيفة الديار الضوء على تلك المشاريع الصغيرة التي يمكن اللجوء اليها في ظل الجائحة كمصدر لكسب الرزق، خصوصا ان تأسيسها سهل لا يتطلب اجراءات رسمية معقدة، كما انها تعتمد التّسويق والبيع عبر الانترنت، مشيرة في هذا الصدد الى تجربة ميريللا صاحبة صفحة cineduvent لتصنيع احواض زراعة منزلية من الباطون، والتي قالت ان منتجاتها تلقى رواجا وتؤمن لها مردودا ماليا. حول الموضوع، وصف رئيس خلية الطوارئ للحدّ من انتشار كورونا في الضاحية، زهير جلول، وضع الناس بالسيء جدا، لافتا الى ان القرارات الرسمية لمكافحة انتشار الجائحة، لا تعزز صمود الناس وخصوصاً الناس في المناطق الفقيرة مثل حي السلم وبرج البراجنة والليلكي وصحراء الشويفات والمخيمات، حيث تعتمد اكثرية الناس من الفقراء على الاعمال الحرة. ( الديار والاخبار 16، 21 ك2 2021)