بعد تمديد الاقفال التام لمواجهة انتشار جائحة كورونا، اتسعت رقعة الاحتجاجات الرافضة التي بدأت يوم الاحد الماضي احتجاجا على الأوضاع المعيشية الصعبة التي تفاقمت بظل الاقفال، لتعم يوم امس بيروت، صيدا، البقاع، وطرابلس، ومتخذة طابعا عنفيا. في التفاصيل، اقدم المحتجون في صيدا يوم امس لليوم الثاني على التوالي على إغلاق دوار "إيليا" واصفين الاقفال بسياسة التجويع، كما شهدت مناطق شتورة وتعلبايا وسعدنايل والمرج في البقاع احتجاجات مماثلة وقطعاً للطرق الرئيسية، وكذلك منطقة الجية وبرجا على الأوتوستراد الساحلي جنوباً، في بيروت أيضاً، قطع المحتجون جسر الرينغ وطريق الصيفي وكورنيش المزرعة وجسر سليم سلام والدورة، اما في طرابلس، فقد استمرت الاحتجاجات التي بدأت الاحد الماضي، فشهد يوم امس مواجهات عنيفة بين المتظاهرين من جهة والقوى الأمنية والجيش اللبناني من جهة ثانية، خصوصا مع محاولة البعض اقتحام سرايا طرابلس ورشق القوى الامنية بالحجارة، وقيام الاخيرة بإطلاق قنابل مسيلة للدموع والرصاص المطاطي، وتوقيف عدد من المعتصمين. حول خلفية التحركات، حذرت صحيفة الديار نقلا عن مصادر رسمية من محاولات سياسية للعب ورقة الشارع من جديد بغرض فرض الشروط بعد وصول الملف الحكومي الى حائط مسدود. بدورها، نقلت صحيفة النهار عن مصادر خشيتها من استغلال "داعش" للضائقة الاقتصادية في الشمال وخصوصا طرابلس للعمل على تجنيد عناصر جديدة بهدف ضرب الاستقرار الامني. بخصوص الوضع الوبائي، حذّر المدير العام لمستشفى بيروت الحكومي، د. فراس أبيض، من كل من تداعيات السلالة الجديدة على المستشفيات، ازدياد الطلب على كل من الأسرّة العادية وأسرّة العناية الفائقة، وأجهزة التنفس، في حين رجح نقيب الاطباء شرف ابو شرف تمديد فترة الإقفال الى ما بعد 8 شباط. احصائيا، ففي حين تشهد الاصابات انخفاضا نسبياً مقارنة بالذروة التي بلغتها في الفترة السابقة، ومسجلة في اليومين الماضيين 6157 إصابة توزعت بين 3505 اصابة يوم امس و2652 اصابة يوم اول من امس (مقابل ذروة بلغت 5 الاف اصابة تقريباً)، استمرت الوفيات في منحاها التصاعدي مسجلة 73 حالة وفاة يوم امس و54 حالة يوم اول من امس، مما رفع العدد الاجمالي للاصابات الى 285 الف 754 اصابة والوفيات الى 2477 حالة. (الاخبار، الديار والنهار 26 و27 ك2 20121).