بعد الاجواء التفاؤلية التي عكسها الإتصال بين الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون والاميركي جو بايدن، بدأت تظهر إشارات اميركية جديدة توحي بتغيير نسبي في سياستها ازاء لبنان، اذ نشرت صحيفة الجمهورية يوم امس، موجزاً عن تقرير رفعته "مجموعة الازمات الدولية"، التي يترأسها المبعوث الاميركي الجديد الى ايران، روبرت مالي، الى الرئيس بايدن، يقترح فيه التوجه الى دعم المسعى الفرنسي لجمع الاطراف اللبنانية بما فيها "حزب الله" في حكومة جدية ودفعها نحو اصلاحات اساسية، وذلك من اجل تحرير الدعم الدولي ولا سيما برنامج صندوق النقد الدولي، مضيفا انه بدل النظر الى لبنان من منظور إضعاف "حزب الله"، على الولايات المتحدة الاميركية جعل هدفها الأول تقوية الدولة في لبنان ومنع انهيارها. بدورها، نقلت صحيفة عن الديار عن أوساط ديبلوماسية متابعة، ان إدارة الرئيس بايدن تفكّر في احتواء الأزمات وليس التصلّب بمواقفها، وان من ذلك المنطلق جرى تفويض الرئيس ماكرون، مرّة جديدة، لإعادة تحريك الملف الحكومي وفق المعطيات القائمة على الساحة اللبنانية. في الشأن نفسه، توقعت مصادر الديار ان يقوم الرئيس بايدن بشطب بعض القرارات التي سبق واتخذها سلفه ترامب، منها سياسية فرض العقوبات الأميركية على حزب الله وحلفائه في لبنان، مشيرة في هذا السياق الى تصريح السفير الأميركي الأسبق في لبنان، جيفري فيلتمان، الذي اعتبر "أنّهم أخطأوا بحقّ سوريا وبفرض العقوبات السياسية وفشلوا فيها"، مصرحاً ايضاً: "أنّهم استخدموا لبنان للضغط على سوريا على مختلف الأصعدة". حول التعاون الفرنسي الاميركي، رأت الصحيفة ان اشارة الرئيس ماكرون الى ذلك يهدف الى تحرير الحريري من الضغوطات التي كان يواجهها، إن على صعيد المطالب والشروط السعودية أو من العقوبات الأميركية التي كانت ستلحق به. داخيا، لا تزال العقبات على حالها، وفقاً للديار التي افادت ان كل المبادرات لتقريب وجهات النظر بين الرئاستين الاولى والثالثة، سواء التي قام بها حزب الله او مدير عام الأمن العام، اللواء عباس ابراهيم، باءت بالفشل. (الاخبار، الديار والنهار 2،3 شباط 2021)