اعلن بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك، يوسف العبسي، في اجتماع عقد في 17 شباط الماضي، رفع الغطاء عن المجلس الاعلى الكاثوليكي، موضحا ان المجلس لم يعد الناطق الرسمي باسم الطائفة ولا الممثل لها في لبنان، عازيا سبب قراره الى خلافات بين اعضاء المجلس زرعت الفرقة وصدّعت المجلس، نافياً التسريبات الاعلامية التي تحدثت عن استقالته وحلّ المجلس. تجدر الاشارة الى ان المجلس الأعلى للروم الكاثوليك يشهد منذ نحو الشهر معركة على خلفية انتخابات نيابة رئاسته المقررة في آذار المقبل، وذلك بين فريقين الاول مستشار رئيس الجمهورية، سليم جريصاتي، والثاني وزير القوّات السابق سليم ورده، ترافقت مع تراشق إعلامي. نتيجة ذلك، ترأس البطريرك العبسي يوم امس الاجتماع الشهري للمطارنة، تلا على اثره المطران إيلي بشارة حداد البيان الختامي معلنا تضامن المطارنة مع قرار البطريرك في ما يخص رفع الغطاء عن المجلس، داعيا الاعضاء الى فصل الشأن السياسي والحزبي عن الشأن الكنسي. في خلفيات قرار البطريرك، يشكو البطريرك العبسي نقلا عن زواره مساندة المجلس فريقاً سياسياً ضد آخر باسم الطائفة، مشيرا الى مجموعة تراكمات ادت الى اتخاذه القرار ابرزها اقتصار دور المجلس على البيانات، التي باتت تؤجج النزاعات الداخلية، وخصوصاً أن هيئة المجلس تضم النواب والوزراء الحاليين والسابقين من كل الأحزاب. كذلك نقلت الصحيفة المذكورة عن أعضاء داخل المجلس روايتين للخلافات داخل المجلس، الرواية أولى تتناغم وفقا للصحيفة المذكورة مع موقف البطريرك العبسي وتتحدث عن تسييس وإلغاء دور المجلس ومواقفه، بينما تنسب الرواية الثانية، كل ما يجري الى عدم إمكانية إيصال الوزير جريصاتي الى موقع نائب الرئيس بسبب اعتراض العديد من الفعاليات الزحلية عليه، وعدم تبنّي التيار الوطني الحرّ له. من جهة ثانية، وفي موضوع تمثيل الطائفة داخل الحكومة، طالب المطارنة يوم امس ايضا بالإسراع في تأليف حكومة جديدة تحفظ حق الطائفة الكاثوليكية في التمثيل بأكثر من وزير، وهو الموقف الذي نادى به البطريرك العبسي في اكثر من مناسبة، منتقداً طرح حكومة الرئيس الحريري المصغرة التي ستتمثل فيها الطائفة الكاثوليكية بوزير واحد فقط. في الموضوع نفسه، غمزت الصحيفة المذكورة من مهاجمة اعضاء في المجلس الرئيس دياب يوم تشكيل الحكومة من باب عدم التمثيل العادل للكاثوليك والتزامهم الصمت ازاء نية الرئيس الحريري تمثيل الطائفة بوزير واحد. (الاخبار، الديار والنهار19،22،23 شباط 2021)