وسط الجمود في مفاوضات ترسيم الحدود مع اسرائيل، بانتظار تشكيل الحكومة الجديدة، استنفرت بعض وسائل الاعلام المحلية والعربية لاثارة موضوع ترسيم الحدود البحرية مع سوريا، خصوصا بعد اقدام سوريا، في الأسبوع الأول من شهر آذار الفائت، على عقد اتفاق مع شركة "كابيتال" الروسية للتنقيب عن النفط في البلوك البحري السوري رقم واحد، وهو المتداخل مع البلوكين 1 و2 من الجانب اللبناني. في التفاصيل، قالت صحيفة الاخبار ان قضية ترسيم الحدود مع سوريا ليسَت جديدة، وتعود الى العام 2011، أي عند إصدار المرسوم 6433 الذي رسّم حدود لبنان البحرية الشمالية والجنوبية والغربية، موضحة وفقا لمصادر الجيش اللبناني، ان كل ما في الأمر، أن لبنان وسوريا اعتمدا، كلٌّ منهما على حدة، تقنيات ترسيم مختلفة تستوجِب التفاوض رسمياً للوصول إلى خط مشترك. اضافت الاخبار انه عند اصدار المرسوم 6433 عام 2011 واكتشاف الاختلاف في الترسيم ، جرَت مراسلة الدولة السورية، بطلب من وزارة الطاقة التي كانَ بعهدة النائب جبران باسيل حينها، لكن، الملف نامَ في الأدراج، بسبب التطورات في سوريا، وتذرّع لبنان بالنأي بالنفس لقطع العلاقات معها، ليهمل على أهميته لحين صدّقت سوريا على العقد مع الشركة الروسية. تجدر الاشارة بحسب الاخبار ان العقد الموقع بينَ سوريا والشركة الروسية يتضمن في إحدى الفقرات شرط التزام المقاول بكافة المعاهدات والاتفاقات المستقبلية بين الحكومتين السورية واللبنانية بخصوص إحداثيات حدود البلوك الجنوبية، مما يعني ان سوريا لم تُقفِل الباب أمام التفاوض مع لبنان، علما ان العقد يتحدّث عن التنقيب بعد أربع سنوات من اليوم. في المقابل، افادت صحيفة النهار ان مشكلة ترسيم الحدود مع سوريا لا تختلف كثيرا عن مشكلة الحدود مع اسرائيل، منتقدة الصمت الرسمي ازاء الموضوع ومطالبة الحكومة برفع شكوى امام الامم المتحدة. في المواقف الداخلية، ناقش تكتّل التيار الوطني الحر في اجتماعه أول من أمس الامر، داعيا الى إجراء المفاوضات اللازمة بين لبنان وسوريا بهذا الشأن على أسس احترام حسن الجوار والقانون الدولي، في حين رفض وزير الخارجية، شربل وهبة، ما يحكى عن غياب لبنان عن متابعة القضية، موضحا لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، ان لبنان "يسجّل مواقفه مع الأمم المتحدة، ومع الحكومة السورية من باب الصداقة والأخوة العربية، اذ هناك فرق كبير في طريقة تعاطينا مع العدو الإسرائيلي وتعاطينا مع سوريا". في ردود الفعل السياسية ايضا المنددة بطريقة اثارة الموضوع، رد مسؤول العلاقات السياسية لـ"حزب البعث العربي الإشتراكي"، محمد شاكر القواس، على ادعاءات عضو "كتلة المستقبل" رولا الطبش، مذكراً إياها بخطيئة ترسيم الحدود البحرية مع قبرص على يد الرئيس السنيورة، مشيرا الى انها كلفت لبنان أثماناً باهظة،، علما ان الطبش كانت غردت من جهتها على مواقع التواصل الاجتماعي قائلة "ما صحة قضم سوريا للحدود اللبنانية البحرية بأكثر من ألف كيلومتر مربّع،.. أين السلطات اللبنانية الرسمية مما يجري؟ وما هذه الغيبوبة المشبوهة؟ لقد انتظرنا الخرق من الجنوب، مِن العدو، فإذْ به يأتي مِن الشمال، مِن "الشقيقة"!"... (الاخبار، الديار والنهار 1 نيسان 2021)
اخبار سابقة ذات صلة:
ترسيم الحدود: واشنطن تحرك المفاوضات قريباً، اسرائيل تطالب لبنان بالمرونة وتنفي صلتها بالتسرب النفطي
https://lkdg.org/ar/node/20159
لبنان والنفط اقليمياً: دخول منتدى غاز شرق المتوسط حيز التنفيذ، واشنطن تنتقد لبنان
https://lkdg.org/ar/node/20138
ترسيم الحدود البحرية: الخارجية تنفي ان ارسال الاحداثيات الجديدة يُضعف موقف لبنان
https://lkdg.org/ar/node/20053
ترسيم الحدود البحرية: استئناف المفاوضات بانتظار تحرك الادارة الاميركية
https://lkdg.org/ar/node/20049
ترسيم الحدود البحرية: اسرائيل تعاود التنقيب ولبنان يتلهى بالخلافات الداخلية
https://lkdg.org/ar/node/20042
ترسيم الحدود البحرية: خلاف حول احياء مرسوم جمهوري يحدد المنطقة الخالصة للبنان
https://lkdg.org/ar/node/19973