دعا الرئيس عون إلى اجتماع يُعقد اليوم الإثنين، في بعبدا لعرض الملابسات التي رافقت القرار السعودي بوقف استيراد الخضار والفواكه اللبنانية والذي دخل حيز التنفيذ يوم امس الاحد. فقد اعلنت وزارة الداخلية السعودية، يوم الجمعة الفائت، منع دخول الخضروات والفواكه اللبنانية إليها أو العبور من خلال أراضيها، وذلك نتيجة ضبط مديرية العامة لمكافحة المخدرات السعودية كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون كانت مخبأة داخل شحنة رمان قادمة من لبنان، موضحة ان القرار سيستمر لحين تقديم السلطات اللبنانية ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف عمليات تهريب المخدرات الممنهجة ضدها. اثار القرار السعودي تصاريح رسمية ونقابية ودينية متنوعة، ركزت على آثاره السلبية في الاقتصاد مطالبة بالكشف عن الفاعلين. رسمياً صرحت وزارة الخارجية ان ما حصل يعاقب عليه القانون ويضر بالاقتصاد وبالمزارع اللبناني وبسمعة لبنان، داعية السلطات اللبنانية للعمل بأقصى الجهود لضبط كل عمليات التهريب، في حين طالب وزير الصناعة، عماد حب الله، بالكشف عن المتورطين وملاحقتهم باسرع وقت ممكن، فيما اوضح وزير الزراعة، عباس مرتضى، أن قيمة الصادرات اللبنانية للسعودية تبلغ 24 مليون دولار سنوياً، واصفا الأمر بالخطير خصوصاً إذا ما اتخذت باقي بلدان الخليج إجراءات مماثلة، بينما سياسياً، رأى رئيس حزب القوّات، سمير جعجع انه إنجاز جديد اليوم للعهد وحلفائه، بحيث تمكنوا من حرمان المزارعين اللبنانيين من سوق أساسي وحيوي. نقابيا، قال رئيس "تجمع مزارعي وفلاحي البقاع"، ابراهيم ترشيشي، ان الشاحنة التي ضبطت في السعودية محملة بالرمان بينما ليس للبنان إنتاج كبير من الرمان يسمح لتصديره، متهما في حديث لوكالة "أخبار اليوم" تجار سوريين يستأجرون المستوعبات المبردة من اجل نقل تلك البضائع، وهو ما ايده ايضا رئيس نقابة مصدّري ومستوردي الفاكهة والخضر، نعيم خليل، في حين قال رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين، انطوان الحويك، ان القرار سيؤدي الى انهيار الاسعار نتيجة كثرة العرض وقلة الطلب وسيقفل منفذا مهما من منافذ إدخال الدولار إلى البلاد. من جهته، تفهم مفتي الجمهورية، الشيخ عبد اللطيف دريان، قرار السعودية متمنيا ان يكون مؤقتا لحين معالجة الأمر من قبل الدولة اللبنانية، كما رأى البطريرك الماروني، بشارة الراعي، انه يجب على الدولة اللبنانية المحافظة على صداقاتها مع البلدان العربية ولا سيما السعودية معتبرا ان عملية التهريب ليست لبنانية. حول خلفيات القرار وتداعياته، اعتبرت صحيفة الاخبار ان السعودية اتخذت من شحنة الرمّان ذريعة لتُطبق حصاراً اقتصاديا على لبنان، في حين افادت الديار ان قرار السعودية يُكلّف لبنان ما يقارب الـ 930 مليون دولار أميركي سنويًا خصوصًا اذا ما حذت حذوها بلدان خليجية اخرى. في المقابل، قالت صحيفة النهار ان القرار يسلط الضوء على تجارة المخدرات في لبنان وانتشار زراعتها ومصانعها، مشيرة الى انتشار صناعة حبوب الكبتاغون بشكل خاص في مناطق القصير وريف دمشق الخاضعة لسيطرة حزب الله ومجموعات تابعة للحكومة السورية، ولافتة الى وجود نحو 60 مصنعاً بين كبير وصغير لإنتاج حبوب الكبتاغون المنشّطة يتم تسويقها في تلك المناطق. في شأن متصل، أعلنت اليونان، مساء الجمعة ايضا، ضبط 4 أطنان من الحشيشة مخبأة بشحنة آلات لصنع الحلوى متجهة من لبنان إلى سلوفاكيا. (الاخبار، الديار والنهار 24،25، و26 نيسان 2021)