في استهداف واضح، تركز وسائل الاعلام الرئيسة والافتراضية، الاجنبية منها، والمحلية، منذ فترة على الاجراءات التي يتخذها حزب الله للتخفيف من اثار الازمة الاقتصادية-المعيشية، بوصفها اجراءات تعمل على تقويض سلطة الدولة وعلى تعزيز دويلة حزب الله، مسلطة الضوء على اطلاقه سلسلة متاجر وتوزيعه لبطاقات تموينية، في حين تغض النظر عن خطوات مماثلة اقدمت عليها اطراف سياسية اخرى. لكن بالعودة الى الوراء، يتبين ان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، وليد جنبلاط، كان السباق في ذلك الاتجاه، اذ اشار في تسجيل صوتي لموقع الحرة في 24 ك1 2019، الى أن لبنان على مشارف الجوع، وأن ما يهمه هو جبل لبنان، كاشفاً عن إجراءات يقوم بها حزبه من خلال دعم الأسر المحتاجة بالمازوت وتوزيع حصص غذائية، وداعيا الجالية في الخارج الى دعم المؤسسات الاستشفائية والاجتماعية والدينية في الجبل، كذلك افاد موقع الكلمة اونلاين الالكتروني حينها الى أن جنبلاط أوعز برصد ميزانيات ضخمة تتراوح بين 150 الى 250 مليون ليرة لكل وكيل داخلية في الحزب، من أجل تأمين المحروقات والمواد الغذائية. في الشأن نفسه، اشار موقع انديباندت بالعربية في 30 ك1 2019، الى قيام عدد من الاحزاب اللبنانية على مساعدة مناصريه للتصدي للازمة، ناقلا عن رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب "القوات اللبنانية"، شارل جبور، ان القوات اللبنانية جندت مسؤوليها ونوابها ومسؤولي المناطق، وفتحت مراكزها في كل المناطق من أجل تلبية حاجات المواطنين/ات في ظل سياسة التفقير، فيما نقلت عن مصادر "تيار المستقبل" أن منسقيات التيار في مختلف المناطق تقوم بمسح شامل ضمن مناطقها للوقوف إلى جانب المواطنين/ات، كما لفت الموقع الى توجه التيار الوطني الحر الى وضع خطة لتحفيز الإنتاج الزراعي والصناعات المحلية وتبادل المنتوجات بين الأقضية، وفقا لنائب رئيس التيار الحر للشؤون الإدارية، مارتين كتيلي. بخصوص اجراءات حزب الله، تناقلت وسائل الاعلام الاجنبية والعربية، في مطلع الشهر الماضي خبر افتتاح حزب الله، ما اسمتها تعاونيات السجاد الغذائية، واطلاقه بطاقة تموينية بالاسم نفسه، تخول حامليها التبضع من المتاجر المذكورة باسعار منخفضة. لكن الصحيح ان حزب الله افتتح منذ تشرين الثاني الماضي، سلسلة من المتاجر الخاصة به باسم تعاونيات النور، مفتوحة للعموم، وهي تنتشر في كل من بيروت، الجنوب والبقاع، وتحتوي على منتجات لبنانية، سورية، وايرانية، باسعار تفضيلية، علماً انه يخصص لموظفيه بطاقة تموينية تدعى بطاقة النور تخولهمم الحصول على خصومات في مخازن النور وذلك وفقا لصحيفة نداء الوطن، التي قدرت مجموع الذين واللواتي يستفيدون/ن من البطاقة بنحو 80 ألف شخص. بالعودة الى خبر تعاونيات السجاد وبطاقات السجاد، يبدو ان ثمة تضارب في المعلومات حول تلك التعاونيات، فقد اشار كل من موقع المركزية الالكتروني وصفحة جنوبية، الى ان بطاقات السجاد تخول حامليها شراء المنتجات من تعاونيات محددة منها النور، اي انها ليست مخصصة فقط للحزبيين مثل بطاقة النور وفقا لموقع النشرة الالكتروني، وهي تمكنهم من شراء المنتجات بسعر التكلفة بحيث يمول حزب الله فروقات الاسعار، في حين قال موقع فرانس 24 ان بطاقة السجاد مخصصة للتبضع من مخازن السجاد ويوفرها حزب الله لمن تقل مداخيلها عن مليون و500 ليرة لبنانية. تضيف فرانس 24 قائلة ان بطاقة السجاد تخول حاملها شهرياً شراء سلة من المواد الاساسية، تشمل 5 كلغ أرز و5 كلغ سكر و5 كلغ زيت، إضافة إلى 4 كلغ مسحوق غسيل، ثلاث علب معكرونة، 4 علب تونة وقرعتين من سائل غسيل. من جهته، قال موقع "زاد ان ان" الالكتروني ان بطاقة السجاد لها مبلغ اقصى للشراء والاستفادة من الحسومات ولا احد يمكن اعادة الشراء منها مرة ثانية عند استنفاد المبلغ المحدد ضمن فترة 30 يوما، أي لا يمكن لأية عائلة مستفيدة من البطاقة أن تشتري وتخزن، في حين ذكرت نداء الوطن ان سقف بطاقة السجاد 300 ألف ليرة وهناك حسم على الصندوق بقيمة 30%، مضيفة ان هناك 8000 بطاقة وزعت و 12 ألفاً تُعدّ. ايضاً حول الفئات المستهدفة، كشفت الديار ان حزب الله اقترح على عدد من القوى السياسية تزويد كل اللبنانيين/ات ببطاقات "السجاد"، وفتح فروع لمخازن النور في كل المناطق، لكن اتى الرفض سياسياً من بعض القوى المسيحية التي تدور في فلك "القوات اللبنانية"، ومن بعض القوى السنية على غرار "تيار المستقبل. في العنوان نفسه، نقلت رويترز في 16 نيسان الماضي، عن مصادرها ان لدى حزب الله ايضاً خططا مماثلة بالنسبة للادوية والوقود لافتة الى ان بعض الصيادلة في الضاحية الجنوبية لبيروت تلقوا تدريبات على التعامل مع ماركات أدوية إيرانية وسورية جديدة، ظهرت على الرفوف في الأشهر الأخيرة، في حين اوردت نقلاً عن مسؤول كبير تحضر حزب الله لتخزين وقود مصدره إيران. اخيراً وفي اطار سعيه لدعم الامن الغذائي، اطلق حزب الله في ك2 2020 مشروع "الحاكورة" للانتاج الزراعي تحت عنوان "ازرع أرضك بإيدك"، وهو مشروع تنموي زراعي يستهدف مزارعي الجنوب، صيدا والبقاع ويعمل على تعزيز الزراعة المنزلية بأقل تكاليف ممكنة، لتأمين الإكتفاء الأسري وتحويل المجتمع من استهلاكي إلى إنتاجي، وذلك من خلال تأمين البذور باسعار منخفضة. (الديار، 13 نيسان، فرانس 24، 20 نيسان 2021، انديباندت بالعربي 16 نيسان 2021، 30 ك1 ، الكلمة اونلاين 12 ك1 2019)