فساد وتلوث: بحيرة القرعون لفظت انفاسها ولم تعد صالحة للري او لتربية الأسماك

كشف مشهد نفوق أسماك "الكارب" في بحيرة القرعون الاسبوع الماضي، وفقا لصحيفة الاخبار، ان الأوان قد فات تماماً لإنقاذ البحيرة ونهر الليطاني من التلوث الذي قضى عليهما، خصوصاً ان ذلك النوع من الأسماك يعدّ الأكثر مقاومة للتلوث. في التفاصيل، نشرت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، في 27 نيسان الماضي، مقطع فيديو يظهر اطناناً من السمك النافق على بحيرة القرعون، مشيرة الى ان البحيرة تحولت فعلياً إلى مستنقع، في حين اوضح التقرير الميداني الأولي الذي اصدر عنها بالتعاون مع جمعية "حماية الطبيعة في لبنان"، انها ليست المرة الأولى التي تنفق فيها الأسماك في بحيرة القرعون الملوثة بمجاري الصرف الصحي، لكن التطور الأبرز الان هو نفوق أسماك "الكارب" الاكثر مقاومة للتلوث. من جهته، قال رئيس المصلحة، سامي العلوية، لقناة الجديد، ان مياه القرعون لم تعد صالحة للري ولا لتربية الاسماك وهي تستعمل فقط لانتاج الطاقة الكهربائية، معربا عن خشيته من انتقال الاوبئة من البحيرة الى المسطحات المائية الاخرى، ومستدركا قائلا ان المشكلة ليست جديدة بل هي نتيجة إهمال مشاريع المجاري الصحية من قرى حوض الليطاني الذي أغرق البحيرة بـ60 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي. من جهتها، رأت صحيفة الاخبار ان كارثة الأسماك الملوثة وموت البحيرة، نتيجة اهمال رسمي مزمن بدأ منذ العام 2011، وان تناقص منسوب البحيرة حينها، لم يلق الموضوع اي اهتمام رسمي، وبعدها بين عامي 2015 و2016، حين اظهرت دراسة حول علاقة تلوث حوض الليطاني بتزايد الإصابات بأمراض السرطان، اجرتها الهيئة الوطنية الصحية بالتعاون مع كلية الصحة في الجامعة اللبنانية (فرع البقاع) وقسمي السرطان والهندسة البيئية في الجامعة، أن معدل الإصابات يزيد بنحو خمسة أضعاف عن المعدل العام. وبحسب الاخبار هدرت الدولة بعد صدور الدراسة وفي اطار سعيها لحل الازمة، 55 مليون دولار حصلت عليها بقرض من البنك الدولي في 2016، و1100 مليار ليرة أقرها مجلس النواب لتنظيف الحوض، علما ان اقرار رصد الاموال للتنظيف، حصل على الرغم من انتقادات الخبراء البيئيين الذين رأوا ان التنظيف وحده لا يكفي ما لم تعالج مشكلتان أساسيتان، وقف قطع مجرى النهر بالسد ووقف التلوث من مصادره، وهو الامر الذي لم يحصل. (الاخبار 4 و6 ايار 2021)