مع تراجع الاهتمام الدولي (الغربي والخليجي) بلبنان الواقف في غمر العاصفة الاقليمية، نتيجة الانتفاضة الحاصلة في فلسطين وايضا المفاوضات حول الملف النووي الايراني، اتت زلة لسان لوزير الخارجية، شربل وهبة لتزيد علاقات لبنان مع البلدان الخليجية تعقيدا، كل ذلك وسط المزيد من الانسداد على الصعيد الداخلي المأزوم اصلا. كان الوزير وهبي قد صرح خلال حديث تلفزيوني، يوم اول من امس، عند سؤاله حول سلاح حزب الله، بأن الأخير دافع عن سيادة لبنان وحرّر الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا ان في المرحلة الثانية اتت بلدان المحبة والصداقة والأخوّة، دون ان يسميها، بتنظيم الدولة الإسلامية، فيما رد على مهاجمة ضيف سعودي، للرئيس عون، بكلام شوفيني قائلا: "أنا بلبنان ويهينني واحد من أهل البدو". اثارت تصريحات وهبة ردود فعل مستنكرة واسعة في بلدان الخليج ولبنان، اذ استدعت سفارات السعودية والامارات والكويت سفراء لبنان لديها للإعراب عن رفضها لتعليقات الوزير، في حين اعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن أسفه لاسهام تلك التصريحات في توتير العلاقة اللبنانية الخليجية، بدلا من تصحيح مسارها في وقت يحتاج فيه لبنان إلى كل الدعم، فيما طالب مجلس تعاون بلدان الخليج وهبة، بإصدار اعتذار رسمي لها. داخليا، ازدحمت يوم امس دارة وزير الخارجية السعودي، وليد البخاري، بالشخصيات السياسية والدينية والحزبية والفنية، للتأكيد على رفض ما اعتبروه فضيحة وهبة، ابرزها الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل والقوات اللبنانية من الاحزاب، و مفتي الجمهورية، الشيخ عبد اللطيف دريان، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ نعيم حسن من المراجع الدينية. من جهته، طلب وهبة يوم امس من الرئيس عون إعفاءه من مهامّه ومسؤولياته كوزير للخارجية، في حين كلفت رئاسة الجمهورية وزيرة الدفاع ، زينة عكر، القيام بمهام وزارة الخارجية. على صعيد ازمة تشكيل الحكومة، وبعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي، جان ايف لودريان، التي نعى خلالها المبادرة الفرنسية، دعا الرئيس عون برسالة وجهها الى مجلس النواب، يوم اول من امس، الى مناقشة تاخير الحكومة واتخاذ الموقف المناسب بشأنها مشيرا الى ان أسباب التأخير في تاليف الحكومة لا يجوز أن تأسر التأليف إلى أفق زمنيّ غير محدد، كما رأى الرئيس عون أنه أصبح من الثابت أن الرئيس المكلف عاجز عن تأليف حكومة قادرة على الإنقاذ. رسالة عون استدعت ردا من الحريري الذي غرد قائلا ان الدعوة هي بمثابة امعان في سياسة قلب الحقائق والهروب الى الامام، والتغطية على الفضيحة الدبلوماسية العنصرية لوزير خارجية العهد وان للحديث صلة في البرلمان. من جهته دعا مجلس النواب الى جلسة يوم غد الجمعة لتلاوة رسالة الرئيس عون، وهي جلسة مرشحة ان تكون ساخنة. (الاخبار، الديار والنهار 17،18،19 و20 ايار 2021)