شهد لبنان يوم الخميس الفائت احداثا دامية، على خلفية التظاهرة المناهضة لقرارات القاضي البيطار في انفجار المرفأ والتي دعا اليها احزاب كل من امل، حزب الله وتيار المردة، كادت ان تهدد السلم الاهلي واضعة مصير الحكومة على المحك، بعد ان شهدت التظاهرة إطلاق نار في منطقة الطيونة على شبان كانوا يتوجهون الى الاعتصام ذهب ضحيته سبعة أشخاص من مناصري امل وحزب الله وادى الى إصابة العشرات. حول اسباب الحادث، يتم تناقل روايتين متناقضتين لما حصل، وذلك وفقا لصحيفة الديار، الرواية الاولى، رواية حزبي امل وحزب الله، التي تقول بأن متظاهرين سلميين شاركوا في وقفة احتجاجية امام قصر العدل والمناطق المحيطة فيه، واثناء تنقلهم ومغادرتهم تعرضوا لكمين كبير من قبل قناصة تابعين لـ «القوات اللبنانية» كانوا يتمركزون على أسطح الابنية، ما استلزم وبشكل تلقائي الرد عليهم ومواجهتهم، اما والرواية الثانية، رواية «القوات» فتتحدث عن استفزاز مارسه المتظاهرون ودخولهم مناطق مسيحية- قواتية، وان النفوس المحتقنة ادت لانفجار الوضع في الشارع. من جهتها، اصدرت قيادة الجيش بيانين مختلفين لما جرى، الاول افاد ان المحتجين تعرضوا لرشقات نارية في منطقة الطيونة- بدارو ، فيما تحدث البيان الثاني، عن اشكال وتبادل لإطلاق النار في منطقة الطيونة- بدارو، مما أديا إلى مقتل عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجروح، في حين صرح وزير الداخلية، القاضي بسام مولوي في اليوم نفسه، بعد اجتماع لمجلس الامن المركزي صرح ان الإشكال بدأ بإطلاق النار، من خلال القنص، وأصيب اول شخص في رأسه، مشيرا الى ان الامر غير مقبول، واطلاق النار على الرؤوس يعد امرا خطيرا جدا. في ردود الفعل السياسية، قال رئيس الوزراء، نجيب ميقاتي، إنه لن يدعو إلى عقد جلسة للحكومة قبل إيجاد حل للمشكلة التي أدت إلى مقتل 7 أشخاص في اشتباكات مسلحة بمنطقة الطيونة، مضيفاً انه لن يتدخل في عمل القضاء، ولا في عمل المحقق العدلي، وأن استقالته -بوصفه رئيس وزراء- غير مطروحة، في حين نقلت صحيفة الديار عن حركة "امل" وحزب الله انه بعد جريمة الطيونة باتا اكثر اصرارا على موقفهما لجهة كف يد القاضي بيطار، ناقلة ايضا عن مصدر مطلع على اجواء حزب الله ان موقف الحزب واضح وصريح، ومفاده ان لا عودة الى مجلس الوزراء قبل تنحية القاضي بيطار وكشف حقيقة ما جرى في الطيونة. في هذا السياق، شدد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، على ضرورة منع وقوع الحرب الاهلية التي يريدها رئيس «القوات» كما قال، ناصحا اياه بعدم تكرار حساباته التي وصفها بالخاطئة، لان احدا في الخارج لن يساعده، مذكرا اللبنانيين عامة والمسيحيين على نحو خاص بان «القوات» هي الخطر الوجودي على المسيحيين، والمهدد الرئيسي للسلم الاهلي. نصح السيد نصرلله رئيس حزب القوات ايضا بعدم الرهان على 15 ألف مقاتل قواتي، لأن الهيكل العسكري لحزب الله وحده يقارب المئة ألف، خاتما بالدعوة لتصويب مسار التحقيق في انفجار المرفأ على محمل الجد، وان الحزب لن يترك تلك القضية قبل ان توضع على سكة الحقيقة. بدوره، رأى رئيس تكتل بعلبك الهرمل النائب حسين الحاج حسن، خلال لقاء سياسي في بعلبك، أن الهدف الذي سعت إليه القوات اللبنانية من كمين الطيونة الدموي هو جر البلد إلى الفتنة وإلى الحرب الأهلية خدمة لمشغلي القوات من الأميركيين وغيرهم. من جهته، كشف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، عن مضمون اتصال هاتفي اجراه مع رئيس الجمهورية ميشال عون، وفيه تحذير من ان لا يلعب بالنار، ويهدد السلم الاهلي. (الاخبار والديار 15،16،17،18 و19 ت1 2021)