اشارت صحيفة الاخبار في تحقيق الى تراجع الولادات في لبنان بأكثر من 15%، من 86,584 عام 2019 إلى 74,049 عام 2020، وذلك بسبب الازمة الاقتصادية، والتكاليف المالية الباهظة التي بات يرتبها انجاب الاطفال، وان الكثيرين اختاروا العُقم الطوعي والعزوف عن الزواج. بالارقام، عرضت الاخبار التكلفة لانجاب الاطفال والتي تبدأ من تكلفة العناية الصحية بالحامل التي تحتاج إلى ما معدّله تسع زيارات للطبيب خلال فترة الحمل، تكلّف كل منها بين 200 ألف ليرة و300 ألف، الى جانب كلفة صورة الـ«إيكو» والتي تُراوح بين مليون ليرة ومليونَي ليرة، فضلا عن تكاليف أدوية الحديد والمكمّلات الغذائية التي تحتاج إليها الحامل بين 250 ألف ليرة و350 ألفاً شهرياً بالحد الأدنى، اضافة الى تكلفة الولادة التي تُراوح بين 12 مليون ليرة و20 مليوناً بحسب الدرجة الاستشفائية، الى جانب تكلفة أي مضاعفات تتعرّض إليها الحامل خلال الولادة قد تستدعي إجراءات طبية إضافية، واخيرا مصاريف ما بعد الولادة من حليب وحفاضات ولقاحات ومعاينات وأدوية وثياب وغيرها من المستلزمات. نظرا لما سبق، بات لسان حال كثيرين من المتزوّجين انهم اضطروا الى تاجيل مشروع الإنجاب بسبب الخوف من الظروف الحالية، اذ قال هادي للاخبار ان في اللحظة التي تنقطع فيها الكهرباء يشعر بالذنب لأنه أنجب طفله، في حين قالت سارة، إن الإنجاب في لبنان اليوم يشبه ارتكاب جريمة أن تحمّل كائناً جديداً الحياة في ظل الذلّ والمتاعب، فيما اجمع اكثر من شخص ان الإحجام عن الانجاب هو لعدم توريط أجيال جديدة في الوضع الحالي. حول الموضوع، اشار الباحث المتخصّص في علم اجتماع الأسرة، زهير حطب، إلى ان سبب تراجع الولادات يعود الى تراجع الإقبال على الزواج الذي انخفض منذ بدء الأزمة الاقتصادية ما بين 40 و43 في المئة، مضيفا ان نصف المؤهّلين للزواج عزفوا عن هذه الخطوة، نظرا للكلفة المادية من جهة، والوضعين الاجتماعي والأمني من جهة ثانية. بدوره، قال منسّق اللجنة الوطنية للأمومة المأمونة، الدكتور فيصل القاق أن عدم وجود سياسة اقتصادية في لبنان، يحول دون التفكير بالإنجاب، لانها خطوة دونها استعدادات وأعباء قد تكون جسيمة ولا قدرة للعديد من الأزواج على القيام بها. (الاخبار 23 ت1 2021)