شهدت العاصمة اللبنانية بيروت في اليومين المنصرمين لقاءان لبحث موضوع تغير المناخ وإلقاء الضوء على مخاطره. حيث نظمت وزارة البيئة متعاونة مع التقرير الوطني الثاني الى مؤتمر الأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية لقاء أول وورشة عمل تمحورت حول بحث دراسة وطنية تشمل النواحي الاقتصادية والبيئية والانمائية للتخفيف من آثار التغيرات المناخية على لبنان، وذلك في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية بحضور مدير عام البيئة بيرج هتجيان وباحثين وأكاديميين ومهتمين. وحذرت الدراسة الوطنية من أن لبنان ينتج الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تفوق بمعدلها ما ينتجه العالم، وتبلغ تلك النسبة 4.3 أطنان من غاز ثاني أوكسيد الكربون للفرد مقارنةً ب4.1 أطنان عالمياً، موضحةً أن أكثر الغازات تلويثاً للبيئة في لبنان هي ثاني أوكسيد الكربون و"ميثان" وأكسيد النيترو.
أما اللقاء الثاني في فندق ال"بريستول"، فنظمته الشبكة العربية للمنظمات غير الحكومية للتنمية، ورابطة الناشطين المستقلين "اندي أكت"، والمنظمة العربية للتنمية الادارية، إضافةً الى التحالف العربي حول تغير المناخ وحضره أكثر من 30 عضواً لمنظمات غير حكومية لبنانية و12 عضواً مثلوا عدد من الحكومات العربية والمنظمات غير الحكومية في المنطقة.وقد سجّل المؤتمر حضور لمعادلة س.س في تغير المناخ كما في السياسة، حيث ظهر التباين في الموقفين فالسعودية بدت في موقع الدولة النفطية واحدى أعضاء ال"أوبك" التي تحاول الدفاع عن موقفها في مجال استخدام الوقود الذي يعتبر من أكثر مسببات التلوث، في حين كانت سوريا باعتبارها دولة نامية غير نفطية تعبر عن الموقف المشترك لمجموعة ال77، وتطالب بالعدالة في مقاربة هذه المشكلة التاريخية. ويصنف هذا اللقاء الاقليمي بأنه جزء من عمل المنظمات غير الحكومية لبناء التوعية السياسية والعلمية بخصوص أزمة تغير المناخ وسبل مواجهتها. (الأخبار، المستقبل، النهار 19 آب 2009)