لم اترك ابنتي وزوجتي وقريتي لاعمل كالخنزير ثم يأتي لص ويسرق كل ما جمعته لانه يكره السوريين" يحكي احمد عن ظروف اقامته في لبنان حيث يفتقد لابسط مقومات العيش بكرامة، كما هي حال معظم العمال السوريين، الذي ينامون في غرف اشبه بالاكواخ، يأكلون طعاما رخيصا جدا، يلبسون ثيابا رثة، ويجولون في الشوارع فيما تلاحقهم عيون المارة، كما لا يخفي بعض اللبنانيين كرههم لهم. ويقول احمد "تكثر الاعتداءات علينا، ولكننا المتهمون دائما اذا وقع حادث، او مشكلة ما، في مكان نكون فيه". ويلفت محامون منتمون الى جمعيات تعنى بحقوق الانسان الى انهم يتابعون قضايا تخص عمالا سوريين عادة اذا كان العامل قيد التوقيف، وفي احيان اخرى تصدر بيانات او دراسات تندد بالاعتداءات على العمال الاجانب ولكن اللافت ان قضية العمال السوريين لا تلقي الاهتمام اللازم من جانب وسائل الاعلام والجمعيات غير الحكومية. وتجدر الاشارة الى ان نسبة الاعتداءات ضد العمال السوريين ارتفعت بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ثم تراجعت لكنها لا تزال تمثل ظاهرة ملفتة. ولكن اليوم الجمعيات المهتمة بقضايا حقوق الانسان لم تعد تطلق الحملات لحماية هؤلاء العمل، بل يكتفي يتحدث ممثلوها بالتحدث عن المشكلة اذا سئلوا. (الاخبار 28 آب 2009)