نشرت "مؤسسة شاهد لحقوق الانسان" الفلسطيني في لبنان تقريرا اعتبرت فيه أن مستشفيات الهلال الاحمر الفلسطيني داخل المخيمات تواجه مشكلات وصعوبات معقدة تؤثر في شكل كبير وخطير على ادائها وفعاليتها،وأبرز هذه الصعوبات هي الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي الذي يتهدّد حياة المرضى وخاصة في غرف العناية الفائقة.
وقدمت المؤسسة مستشفى حيفا في مخيم برج البراجنة مثالا على شكواها والوضع الصحي في المخيمات. واوردت في تقريرها ان ثمة ازمة ثقة عميقة بين ادارة هذه المستشفيات الفلسطينية والعاملين فيها من جهة،وبين الفصائل والسكان من جهة اخرى، الامر الذي يتهدد حق اللاجئ في صحته وحياته ويضع جملة اسئلة عن المسؤول عن هذا التدهور وكيف تمكن معالجة هذه المشكلة.
وكان مدير مستشفى حيفا الدكتور عوني سعد قد أشار في تحقيق نشرته صحيفة "الأخبار"، الى ان انقطاع الكهرباء العامة عن المخيم أياماً عدّة، دفع بالعديد من الأهالي وبعض القوى النافذة من فصائل فلسطينية وغيرها الى التعدي على مولّدات الكهرباء الخاصة بالمستشفى، الأمر الذي دفع بالمسؤولين الى الإيعاز لموظفيهم بالإضراب وإغلاق أبواب المستشفى وعدم استقبال المرضى باستثناء أصحاب الحالات الطارئة جداً.
وأكد سعد انه وبعد إضراب المستشفى عن العمل، شعرت الفصائل والقوى بالحرج "فأزالت التعدّيات وأعادت الوضع إلى طبيعته،بعدما دفع المستشفى مبالغ طائلة لصيانة المولّدات المعطّلة وإصلاحها".
وكانت الحوادث قد توالت في المستشفى نتيجة غياب التغذية الكهربائية المنتظمة، ففي 15 آب المنصرم، تعطّلت مولّدات المستشفى جميعها، ما حوّل براد المستشفى إلى مكان دافئ، غير مناسب بالتالي للغرض منه، وهوحفظ الجثث. هكذا، ونتيجة لذلك تحلّلت جثتّان كانتا داخل هذه البرادات في انتظار مجيء ذويهما من الخارج، ما حال دون غسلهما، فدفنتا على عجل.
(الأخبار 1 أيلول2009، النهار2 أيلول2009)