يعتبر ضمان جودة التعليم اليوم من الاولويات الأساسية للمؤسسات التربوية، وهو أبرز ما طرح على بساط البحث خلال المؤتمر الدولي للتعليم العالي الذي دعت اليه الامم المتحدة وضم 1200 مشاركا من 190 دولة.
واكدّ المشاركون في المؤتمر على ان التطورات السياسية والاقتصادية والايديولوجية في العقود الأخيرة قد أحدثت تغييرات كبيرة في مجال التعليم العالي، حيث يواجه العالم اليوم ديناميات جديدة في هذا المجال، ما يستدعي مواجهتها بسياسة تنموية تستطيع معها الجامعة لعب دورها في تنمية مجتمعها وملاءمة اختصاصاتها مع متطلبات السوق المتحول والمتبدل بسرعة مع الحفاظ على جودة التعليم.
وقد شارك لبنان في أعمال المؤتمر، حيث اكد المشاركون على ان التعليم في لبنان يتمتع بميزتين: اتقان اللغات الاجنبية ، وانفتاح الجامعات في العام والخاص على جامعات عالمية عبر اتفاقات تعاون، مشيرين في نفس الوقت الى الحاجة لوضع معايير لحماية الطلاب اللبنانيين من استغلالهم تجاريا.
كما شدّد المشاركون على ضرورة اطلاع معدي البرامج التربوية على حاجات المجتمع ونوعية المعرفة والمهارات التي يحتاج إليها، مواكبة للتطور اذ ان المجتمع في ذاته ليس فيه أي توصيف للوظائف مما يخلق فوضى.
ولفت المشاركون الى اهمية وظيفة الجامعة الأساسية وهي ربط التعليم العالي بسوق العمل وضرورة وضع معايير الجودة، اضافة الى ابرز الادوار التي يجب ان تؤديها الجامعة على مستوى التربية المدنية، عبر تعزيز قدرة طلابها على الحوار والمحاججة والتسوية السلمية للنزاعات واحترام الرأي الآخر والحس النقدي، كذلك تنمية الفكر النقدي الذي تتيحه الحرية. (النهار 14 أيلول 2009)