يستمر وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بالتدهور من سيء الى أسوأ، وتستمر معاناتهم على مختلف الاصعدة ، ولعلّ اخطرها حاليا هو الصعيد الصحّي الذي دقّت مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان ناقوس خطره، بعد نشرها دراسة كشفت عن تردّي الواقع الصحّي في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان.
والدراسة التي قامت بها "شاهد، شارك فيها نحو خمسين باحثاً، وأجريت في الفترة الممتدة ما بين كانون الأول 2008 وشباط 2009، وقد شملت عينة عشوائية من 967 شخصاً توزعت على 12 مخيماً وتجمعاً للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وكشفت الدراسة التي هدفت إلى التعرف على حقيقة واقع اللاجئين الصحي في لبنان، عن ان التردي في تقديم الخدمات الصحيّة، يبدأ بتراجع خدمات "الأونروا" الصحية وإهمال معالجة المرضى، ولا ينتهي بالجهل، وافتقار العيادات للكثير من الأدوات الطبية، وغياب الرقابة الصحية كما التأمين الصحي. وأكدت الدراسة أن هذه العوامل تتحمّل مسؤوليتها الحكومات اللبنانية المتعاقبة، والمجتمع الدولي، والمنظمات التابعة له بما فيها "الأونروا" المسؤولة بشكل مباشر عن إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، كما يتحمّل جزءاً منها الفلسطينيون أنفسهم .
وأشارت الدراسة إلى أن الرعاية التي يحصل عليها المريض غير كافية على الإطلاق، وأن الإهمال في معالجة المرضى من بداياته قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
كما أكدت الدراسة أن معظم عيادات "الأونروا" تفتقر إلى قسم الأشعة التشخيصية، ولا يعمل فيها أطباء متخصصون إلا في اختصاصات محدودة (نساء، توليد، عيون، قلب وشرايين) "وهؤلاء لا يحضرون للعيادة إلا لمرة واحدة في الأسبوع على الأكثر".
وفي ما خصّ الهلال الأحمر الفلسطيني، فقد أشارت الدراسة إلى أن خدماته قد تراجعت ودوره قد تقلص عما كان عليه في السابق، وبشكل دراماتيكي، مما أدى إلى فقدان الثقة به من قبل المرضى. (النهار،السفير،الأخبار22 تشرين الأوّل 2009)