تتجه معدلات البطالة بين الإناث في لبنان إلى الإرتفاع سنويا، حيث قدّر البرنامج الأورومتوسطي "دور المرأة في الحياة الاقتصادية" نسبة الإناث الناشطات اقتصادياً في القطاع الرسمي بـ25% من إجمالي القوى العاملة، في مقابل 75% عند الذكور. على الرغم من انخفاض نسبة الأمية عند الإناث إلى 11%، وتخطي نسبة الفتيات الملتحقات بالتعليم العالي الـ53% من إجمالي الملتحقين/ات في عام 2000.
وتشير المقارنة بين نسبة الإناث من مجموع السكان ومستواهن التعليمي من جهة، ومعدل نشاطهن الاقتصادي من جهة أخرى، إلى تفاوت كبير بينهن وبين الذكور في فرص العمل المتاحة،خصوصا ان القبول بشروط سوق العمل وإن كانت أقل من المستوى التعليمي أمر غير وارد عند نسبة كبيرة من الفتيات، وهذا ما يفسر العلاقة الطردية بين مستوى تعليم الإناث ونسبة البطالة.
ليس هذا واقعاً خاصاً بالمرأة اللبنانية، بل يتشابه بدرجة كبيرة مع دول عربية أخرى. في سوريا، بحسب المصدر ذاته، لم تتعدّ نسبة مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية الـ20%. أما في الأردن، فوصلت نسبة الإناث الناشطات اقتصادياً إلى 25.6%، على الرغم من أن نسبة التحصيل العلمي تخطّت 88% عند الشابات، مقابل 89% في لبنان.
كما تؤكّد إحدى الدراسات بعنوان "المرأة في الدول العربية ــــ إعادة نظر للنظام البطريركي" أنّ نسبة النشاط الاقتصادي للعازبات في الفئة العمرية 25ــــ29 تنخفض من 31% إلى 18% بمجرد زواجهن.وتضيف تلك الدراسة ان ثمّة عوامل ثقافية اجتماعية تتعلّق بظروف العمل في مؤسسات القطاع الخاص لا تُشجّع العائلات المحافظة اجتماعياً على القبول بعمل بناتهن فيها.
(الأخبار 10 تشرين الاوّل 2009)