لم يكن أهل البقاع يتوقعون ان تتحول فرحتهم بإنشاء مهنيات لاولادهم في المنطقة الى مشكلة لم يتمكنوا حتى الآن من مواجهة نتائجها .
وقد نشرت صحيفة الاخبار تحقيقا كشفت فيه أن افتتاح المهنيات بطريقة غير مدروسة في مناطق البقاع كان من ابرز السلبيات التي أصبحت تواجه الطلاب الذين يتخصصون في إختصاصات عملية لا تتوفر لها تجهيزات معاملها التطبيقية، يضاف الى ذلك مشاكل الأساتذة المتعاقدين مع المهنيات والذين ينتظرون كل بداية عام دراسي لمعرفة مصيرهم"البقاء او الإستغناء عن خدماتهم".
من هنا، تحولت المدارس الفنية في البقاع بسبب عشوائية افتتاحها، بغضّ النظر عن قدر الحاجة إليها، إلى نوع من الفطر تكاثر في السنوات الخمس الأخيرة في قرى وبلدات بعلبك ـــــ الهرمل، وآخرها مدرسة القاع الفنية، ليصبح عدد المهنيات 11 مهنية، 3 منها مشاريع مشتركة بين الدولة ومؤسسات حزبية ومحلية، وتفتقر جميعها إلى التخصص في مجال محدد، بدلاً من أن يستكمل بعضها بعضاً.
أما الأساتذة المتعاقدون، فيرون أنهم يتعرضون كل عام لـ"معاناة حقيقية"، تبدأ مع كل عام دراسي ويتخللها صولات وجولات للحفاظ على ساعات التعاقد، حيث يفرض على الأستاذ قبل بدء كل عام دراسي أن يسعى إلى التواصل مع المهنية التي يدرّس فيها، وذلك بهدف تأكيد بقاء ساعاته أو حتى زيادتها.
من جهته، رأى المدير العام للتعليم المهني والتقني أحمد دياب، أن عدد المهنيات في منطقة بعلبك ـــــ الهرمل "ليس بالكبير"، وأن افتتاحها يتم بحسب الاختصاصات، معترفا بوجود نقص في تجهيزات بعض المهنيات لجهة المعامل داخلها، بانتظار تأمين بعض الاعتمادات المالية.
(الأخبار،1 كانون الأول 2009)