لم تكن الإحصاءات التي تمّ عرضها في مؤتمر"النهوض بالتعليم الرسمي في لبنان: مشروع انصهار وطني"، بدعوة من المكتب التربوي المركزي في حركة "أمل" ومؤسسة "فريدريش ايبرت" الألمانية، إلاّ صورة قاتمة عن واقع التعليم الرسمي في لبنان والذي يعاني من أزمة فعلية تنعكس في انخفاض نسبة الطلاب الملتحقين في هذا القطاع، والتي قدرها وزير التربية والتعليم العالي د. حسن منيمنة بـ36 % فقط.
وأشار الوزير إلى أن الناس لا يرسلون أولادهم إلى المدرسة الرسمية، باعتبار أنها لا تحقق الطموحات التعليمية للاسرة.
وقد حاولت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء د. ليلى مليحة فياض تلطيف الصورة القاتمة، بالقول ان نسبة الـ 36 % لا تتضمن جميع المراحل التعليمية، ففي مرحلة التعليم الثانوي تبلغ النسبة 52 % في الرسمي في مقابل 48% للقطاع الخاص.
ومع ذلك، لم تستطع فياض أن تخفي قائمة طويلة من المشكلات التي سبّبتها السياسات التربوية المتعاقبة، ومنها بدعة التعاقد لتأمين حاجات التعليم الرسمي، الخلل الذي سبّبه توزيع المعلمين العشوائي في نوعية التعليم. كما كشفت فياض ان 59% من الأبنية المدرسية كناية عن شقق سكنية مستأجرة، وأن 25% منها تضم مختبر علوم طبيعية، و16% توجد فيها مشاغل للتكنولوجيا.(الأخبار/السفير/النهار 27 آذار2010)